انكماش النشاط الصناعي حول العالم يثير مخاوف الركود

انكماش النشاط الصناعي حول العالم يثير مخاوف الركود انكماش النشاط الصناعي حول العالم يثير مخاوف الركود

من: سالي إسماعيل

مباشر: في ظل مخاوف الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين حول العالم، فإن مخاوف الركود العالمي تطفو على السطح مجدداً مع أداء النشاط الصناعي المخيب للآمال.

وأظهرت مؤشرات "ماركت" للأبحاث، تراجعاً في النشاط الصناعي في آسيا وأوروبا خلال شهر مايو/آيار 2019 بوتيرة متسارعة، وذلك بفعل عوامل عديدة يأتي في مقدمتها الاحتكاكات التجارية.

كما ألقت عوامل أخرى مثل الطلب على السيارات ومسألة البريكست لمغادرة المملكة المتحدة عضوية الاتحاد الأوروبي إضافة لعدم اليقين الجيوسياسي الأوسع، بظلالها على نشاط الصناعات التحويلية.

وفي منطقة اليورو، فإن استمرار الهبوط في طلبات الحجوزات والإنتاج دفع النشاط الصناعي للانكماش في قراءة تتوافق مع توقعات المحللين.

ويفصل بين التوسع والانكماش في النشاط الصناعي قراءة الـ50 نقطة، فأيّ رقم أعلى هذا الحد يشير لمزيد من التوسع في حين أيّ رقم أدناها يعني انكماشاً بالنشاط.

وبحسب البيانات، فإن مؤشر مديري المشتريات الصناعي في منطقة اليورو بالقراءة المعدلة تراجع إلى 47.7 نقطة خلال مايو/آيار الماضي مقابل 47.9 نقطة المسجلة في الشهر السابق له.

وتعكس الصورة في منطقة اليورو بعضاً من الضعف الموجود داخل ألمانيا، حيث يواصل مؤشري مديري المشتريات الصناعي الانكماش ليسجل 44.3 نقطة بالشهر المنقضي وهو ما يمثل انخفاضاً طفيفاً عن القراءة السابقة والبالغة 44.4 نقطة في أبريل/نيسان 2019، والتي كانت الأدنى منذ منتصف عام 2012.

ويلقي الأداء الصناعي في ألمانيا الضوء على انخفاض معدلات التوظيف بأكبر وتيرة في نحو 6 أعوام ونصف العام بالإضافة إلى تراجع تكاليف الإنتاج للمرة الأولى منذ منتصف عام 2016.

كما سجل النشاط التصنيعي في إيطاليا انكماشاً للشهر الثامن على التوالي رغم انخفاض وتيرة الهبوط، مسجلاً 49.7 نقطة خلال مايو/آيار الماضي مقابل 49.1 نقطة المسجلة في الشهر السابق له.

وفي إسبانيا، تراجع مؤشر النشاط الصناعي إلى 50.1 نقطة بالشهر الماضي مقابل 51.8 نقطة خلال الشهر السابق له، مع هبوط الطلبيات الجديدة.

وفي المقابل، تحسن النشاط الصناعي في فرنسا وفقاً للتوقعات، ليتوسع إلى 50.6 نقطة خلال مايو/آيار الماضي وهو أعلى مستوى في 3 أشهر، ومقابل 50 نقطة المسجلة في أبريل/نيسان السابق له.

وتعتبر هذه القراءة هي أول تحسن في قوة القطاع منذ شهر فبراير/شباط الماضي مع انخفاض أقل في كل من الإنتاج والطلبيات الجديدة إضافة إلى زيادة في معدل التشغيل.

أما في الدولة التي ينتظر قيامها بتنفيذ البريكست هذا العام، فتقلصت طفرة المخزونات المتعلقة بعملية الخروج، ما تسبب في أكبر انكماش بالنشاط الصناعي خلال 3 سنوات تقريباً مع توقف الطلبات الجديدة.

وتراجع مؤشر مديري المشتريات الصناعي في المملكة المتحدة إلى 49.4 نقطة خلال الشهر الماضي وهو أدنى مستوى منذ يوليو/تموز 2016.

ويخالف بذلك أداء القطاع الصناعي ببريطانيا توقعات المحللين البالغة 52.5 نقطة كما أنه أقل من قراءة أبريل/نيسان 2019 والتي كانت تشير لـ53.1 نقطة.

وفي الصين، لم يشهد مؤشر مديري المشتريات الصناعي تغييراً يذكر، حيث سجل 50.2 نقطة خلال مايو/آيار 2019 وهي نفس قراءة الشهر السابق له لكنها تفوق التوقعات البالغة 50 نقطة.

وتعني قراءة الصين مزيد من التحسن الهامشي في قوة القطاع الصناعي بالصين كونه جاء أعلى المستوى المحايد في كل من الأشهر الثلاثة الماضية.

بينما تحول النشاط الصناعي من التوسع إلى الانكماش داخل اليابان، مسجلاً 49.8 نقطة خلال الشهر المنقضي مقابل 50.2 نقطة المسجلة في أبريل/نيسان السابق له.

ورغم التحسن النسبي في مكونات الإنتاج الرئيسي والطلبيات الجديدة لكن الهبوط في مؤشر التوظيف كان المحرك الأساسي للتحول للانكماش في اليابان.

في حين من المتوقع أن يواصل النشاط الصناعي في الولايات المتحدة التوسع بوتيرة ثابتة بقراءة تتجاوز قليلاً الحد الفاصل البالغ 50 نقطة.

مباشر (اقتصاد)