أخبار عاجلة

أمريكا أعلنت القضاء على "داعش" فلماذا تبقى في سوريا

أمريكا أعلنت القضاء على "داعش" فلماذا تبقى في سوريا أمريكا أعلنت القضاء على "داعش" فلماذا تبقى في سوريا

  علقت عبر مصدر في الخارجية الروسية عن أن هذه التصريحات غير مقنعة، وعن أن النجاح في تحرير سوريا من الإرهابيين عائد لروسيا والجيش السوري.

حول هذه القضية أجرت "سبوتنيك" لقاء مع الباحث والمحلل السياسي السوري عفيف دلة، للوقوف على خلفيات هذه التصريحات والقصد منها.

القضاء على داعش

يرى المحلل دلة أن الإعلان عن القضاء على التنظيم الإرهابي هو فقط لغايات سياسية، وأن الإدارة الأمريكية تحتاج إلى مجموعة من العناوين لدعم سياستها، ويقول: ليس خافيا على أحد أن هناك صراع في الداخل الأمريكي ، بين ومؤسسات الدولة العميقة هناك، وحتى هذه اللحظة عنوان القضاء على داعش والإرهاب هو فقط للتسويق السياسي الأمريكي وفق الرواية الغربية منذ بداية الحرب في سوريا، لكن جميعنا يعلم السبب الحقيقي للوجود الامريكي عبر التحالف الدولي في سوريا، والدور الذي مارسه هذا التحالف في دعم الإرهاب.

ويضيف:

من الواضح أن الإدارة الأمريكية متخبطة على مستوى البقاء في سوريا، وبطبيعة الحال هي تمهد لجملة من الاحتمالات، كي تعطي سياساتها هامش من المرونة، ولن يكون هناك قرار حاسم حول البقاء من عدمه في سوريا إلا ضمن ما يستجد على ساحة الصراع في سوريا،

ويؤكد: ترامب يحاول تسويق السياسة الأمريكية من بوابة الدعم المطلق لإسرائيل، من بقاء للقوات الأمريكية في سوريا أو عدمه،  وجميع ما يقوم به يصب في صالح إسرائيل، حتى لو كان لا يخدم المصلحة السياسية الأمريكية.

هل بقي حجة لدى الولايات المتحدة لتبقى في سوريا؟

وحول بقاء القوات الأمريكية على الأراضي السورية يقول الباحث والمحلل: البقاء أو الوجود الأمريكي لا يرتبط بالمعنى الفعلي من خلال وجود حقيقي على الأرض، بل وجودها من خلال ما تحركه من أدوات على الساحة السورية، ولا ضرورة لوجود قوات عسكرية، حتى يتم التعبير عن الوجود والتدخل الأمريكي في ساحة الصراع.

كان هناك تواجد أمريكي عبر منظمات إرهابية تديرها من غرف عمليات موجودة في الدول المجاورة، وهي فاعلة حتى هذه اللحظة، فالوجود الأمريكي يكون عبر الأدوات التي تتحكم بها، سواء كانت على مستوى أنظمة إقليمية في المنطقة، أو على ما مستوى ما تبقى من التنظيمات والميلشيات المسلحة، سواء كانت مرتبطة بتنظيمات إرهابية كالقاعدة، أو مرتبطة بكيانات سياسية أو إثنية، وهذا يترجم الحضور الأمريكي.

ويستكمل عفيف: حتى لو قامت القوات الأمريكية بالانسحاب من سوريا، فهي موجودة في الساحة العراقية، والمنطقة حتى هذه اللحظة تحت هيمنة الولايات المتحدة، والإرادة الأمريكية موجودة فيها منذ عقود، تحديدا منذ حرب الخليج الثانية، وبالتالي الوجود الأمريكي لا يمكن زواله في حال انسحابه من إحدى الساحات.

لذلك أعتقد أن الولايات المتحدة سبتقي جاهزة وتدرك تماما صراعها مع القطب الدولي الجديد بقيادة روسيا الاتحادية، وفي ضوء ذلك نرى تحركات من نوع معين على المستوى السياسي، وقد نرى أوراقا جديدة تظهر على السطح، أو تصنيع لأدوات جديدة قادمة، وكل ذلك يصب في جوهر الصراع على مناطق النفوذ وخارطة المصالح في المنطقة.

الورقة الكردية

وحول التحالف الأمريكي الكردي يتحدث الباحث دلة: الولايات المتحدة تستخدم الحالة الكردية كورقة، ونحن نعلم الحالة المشابهة التي حدثت في العراق، عندما أراد الأكراد إجراء الإستفتاء للاستقلال عن العراق، وتخلى عنهم الأمريكيون، حتى عندما كان هناك هجوم للأتراك على مواقع قوات سوريا الديمقراطية، رأينا الموقف الأمريكي الحيادي، وبالتالي الولايات المتحدة تستخدمهم لتحقيق مصالحها، وليس هناك من تحالف بين دولة عظمى كالولايات المتحدة، وبين ميليشيا مسلحة كهؤلاء، ولم يلتقط البعض منهم ذلك حتى الآن.

ويتابع: أعتقد أن الولايات المتحدة اليوم تقرأ الواقع، وهمها الأساسي مناطق النفوذ الاستراتيجي مع الدول الكبرى، وكيفية مواجهة الأقطاب أو القوى الأخرى، وهذا هو الأهم بالنسبة لأمريكا، وليس مستوى الاتفاق أو الدعم اللامحدود لفصيل مسلح هنا أو هناك، وهذه تبقى أوراف في سياق هذا الصراع، وبتقديري الولايات المتحدة ستتخلص من هذه الأوراق عندما تنتهي صلاحية هذه الأوراق، وستركز على ما هو أهم وأكثر جدوى لها.

ويضيف:

الدولة السورية لديها الحق في فرض سيطرتها ونزع السلاح غير الشرعي من جميع الفصائل على الأراضي السورية، وسيكون لدى الأكراد خيارين، العودة إلى حضن الوطن ومظلة الدولة، أو التمترس خلف حماية أمريكية وتحمل النتائج لاحقا.

المهام التي تحدث عنها بومبيو

وحول تصريح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بأن الولايات المتحدة لا يزال لديها الكثير من العمل للقيام به رغم إعلان هزيمة داعش في سوريا، يوضح الأستاذ عفيف: أمام الولايات المتحدة مهام بتقويض المساعي والجهود الرامية إلى بلورة الانتصار السوري على الإرهاب المدعوم أمريكيا، فالمشروع الأمريكي هزم اليوم، بعكس ما تروج له الولايات المتحدة بأنها هزمت داعش، فداعش أداة أمريكية تستخدمها في عدة مناطق من العالم وليس فقط في سوريا.

 وهناك مهام أمام إدارة ترامب بخلق اصطفافات أمام الاصطفاقات التي ستكون وليدة بعد الانتصار العسكري والسياسي في سوريا، وهناك مسعى أمريكي لتغيير خارطة التحالفات في المنطقة من خلال صفقة القرن، حيث سيتم تصفية القضية الفلسطينية، وخلق تحالف وتكتل إقليمي دولي (ناتو عربي) متحالف بالمطلق مع إسرائيل وتحت رعايتها، لترسيخ تفوق إسرائيل في المنطقة، في وجه المنظومة الصاعدة المنتصرة على الإرهاب في الساحة السورية، بالإضافة إلى تعطيل عجلة إعادة الإعمار في سوريا، بإيقاف المفاوضات الإقتصادية مع الصين، ومنع خلق الفرص الاستثمارية أمام الدول التي دعمت سوريا، ووقف حالة التمدد الاقتصادي والسياسي لهذه الدول.     

SputnikNews