أخبار عاجلة

ما وراء تصريحات أردوغان حول الجولان

ما وراء تصريحات أردوغان حول الجولان ما وراء تصريحات أردوغان حول الجولان

وأكد الرئيس التركي بأن هذه التصريحات من قبل ، تجر المنطقة إلى شفا أزمة خطيرة، وهو ما لا يمكن القبول به.

هذه التصريحات والحرب الكلامية السابقة بين أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تدفع الجميع إلى التكهن حول الهدف من هذه التصريحات، وعن الفوائد والخسائر التي يحققها كل طرف من الأطراف المعنية.

دعاية انتخابية أم أراض إسلامية

في حديث "لسبوتنيك" رأى المتخصص في شؤون الشرق الأوسط والخليج الدكتور نضال السبع السبع، بأن الأمر لا يتعدى الحملات الانتخابية للمسؤولين، فقال: الأمر الغريب هو أن السجال بين رجب طيب أردوغان ونتنياهو يكون باللغة العربية، فليس من المنطق أن يكتب أردوغان تغريدته باللغة العربية، ويرد عليه نتنياهو باللغة العربية أيضا، وكأنهم يريدون مخاطبة العالم العربي، عمليا كلما هاجم أردوغان نتنياهو، يقوم برفع أسهم الأخير ويدعمه انتخابيا في الداخل الإسرائيلي، وكلما رد نتنياهو على أردوغان، ترتفع الأصوات الداعمة لأردوغان داخل المجتمع التركي، وجميعنا شاهدنا الاستخدام الرخيص من قبل أردوغان لحادثة نيوزيلندا، على الرغم من عدم وجود أي ضحايا أتراك في تلك الحادثة.

ويضيف السبع:

الأمر اللافت أيضا هو تدخل أردوغان في شؤون أراضي سورية، وهو صاحب الدور الأكبر في إيصال سوريا إلى هذه المرحلة، من خلال دعمه للتنظيمات والعناصر الإرهابية خلال ثمان سنوات، فأردوغان يعزف على وتيرة الجولان، لأنه يدرك أن الداخل التركي يرى في الجولان وفي القدس أراضي إسلامية.

ويتابع: أردوغان نفسه يحتل الأراضي السورية، ويهدد باجتياح شرق الفرات، ويثير مسألة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، بالنسبة لي لا فرق بين الاحتلال التركي أو الإسرائيلي، وكلاهما يدعم التنظيمات الإرهابية، واللاعب الأمريكي يشجع الطرفين على قضم المزيد من الأراضي السورية.

في المقابل أفاد الكاتب والباحث السياسي التركي فراس أوغلو لـ"سبوتنيك"، بأن الأمر لا يتعدى أهمية الأراضي الإسلامية بالنسبة للرئيس التركي، وأوضح: يمكن أن تكون هذه التصريحات ذات فائدة انتخابية، لكنها لم تكن أبدا لهذا الهدف، كونها لم تكن مرتبة، فجميع الأطراف ستحاول استخدامها لمصلحتها، لكن هناك قراءة استراتيجية هي الأهم، فعندما توافق الولايات المتحدة على مثل هذا الشيء، فهي تمنح أراض ليست لها، فمن ناحية هذا يؤدي إلى تغير في القواعد السياسية والقوانين الدولية حسب إرادة ترامب، ومن الناحية الإستراتيجية يؤدي إلى أن إسرائيل تصبح أكبر، وهذا لا يناسب تركيا أو أي من الدول الأخرى في المنطقة، وهنا يكمن لب وجوهر تصريحات الرئيس التركي.

ويؤكد:

تركيا هي رئيسة منظمة التعاون الإسلامي الآن، وعليها أن تدافع عن الأراضي الإسلامية إن صح التعبير، وفي حال لم تعترض تركيا، فهذا يعني أن جميع الأمور الأخرى ستوافق عليها، مثل قضية القدس وفلسطين وقضايا أخرى، وهذا الأهم في هذه الرسالة.

أزمة اقتصادية

انخفضت قيمة الليرة التركية بما يزيد عن 5% من قيمتها بعد التصريحات التي أدلها بها الرئيس أردوغان، وحول ذلك صرح الدكتور نضال: من الواضح أن الليرة التركية تواجه أزمات عديدة نتيجة سياسات أردوغان داخليا وإقليميا ودوليا، فبعد الإفراج عن القس الأمريكي برونسون في صفقة مع ترامب، على خلفية قضية خاشقجي، رأينا الليرة التركي ترتفع وتتحسن، لكن الأزمة مع دول الخليج على خلفية قضية خاشقجي ذاتها، ستدفع المواطن الخليجي خصوصا والعربي عموما، إلى عدم الذهاب إلى تركيا، وهذا سيؤثر سلبا على الاقتصاد التركي، بالإضافة إلى أن العديد من المستثمرين والملاك العرب في تركيا، بدأوا بحركة سريعة لبيع استثماراتهم وأملاكهم هناك، وكل هذه الأمور ستؤدي إلى مزيد من الأزمات الإقتصادية وتدني العملة التركية.

أما الأستاذ فراس فيعتقد أنها وسيلة ضغط فقط، ويتابع: السلاح الحديث هو اقتصادي، ويتمثل بضرب الليرة التركية، وتمارسه الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، نعم إنه مؤذي لفترة معينة، لكنه لا يستطيع الاستمرار، لأن هذه الدول تملك مصالح اقتصادية في تركيا، وبهذه الحالة هم يضرون أنفسهم، فعلى المستوى القريب سيكون هناك ضرر للمجتمع التركي، أم على المستوى المتوسط فلا يمكنهم الاستمرار، وهدف هذه العقوبات هو فقط للضغط على التركية، لإبقاء إرادتها تحت سيطرتهم.

المواجهة الأمريكية التركية

يعتقد المتخصص في شؤون الشرق الأوسط نضال السبع، بأن السجال الأمريكي التركي، هو عبارة فقط عن حرب كلامية، ويوضح: لا توجد أية مواجهة بين تركيا والولايات المتحدة، عمليا أردوغان منذ عام 2011 وهو ينسق جميع عملياته الأمنية والعسكرية مع الأمريكيين، وبعد قضية خاشقجي كان هناك تناغم كبير بين الطرفين، لا سيما إعلاميا، وكل الأحاديث حول وجود أزمة بين الجانبين على صفقة المنظومة الروسية إس-400، أو صفقة الطائرات إف-35 ، ليس لها أي أساس من الصحة.

أما الخبير التركي فراس أوغلو فيرى أن هناك مشكلة بين الإدارتين، وأن تركيا غير قادرة على مواجهة أمريكا، ويتابع: الإدارة الأمريكية جديدة بالأفكار، ولا يوجد لديها أية روابط أو قواعد تمشي عليها، وأعتقد بعدم إمكانية تركيا مقارعة دولة عظمى كالولايات المتحدة، ولكن تركيا لن تخضع لجميع الشروط، بل ستحاول أن تماهي بين الشروط الواقعية وغير المقبولة بالنسبة لها، فتركيا قالت أعطونا الباتريوت وهم لم يعطوها، لذلك اشترينا منظمومة إس-400 الروسية، ولا تلومونا، فهم يعلمون أن استقرار تركيا يتطلب تغطية نقاط ضعفها، وهو مهم جدا لها، ومن هذه النقاط الدفاع الجوي، وعندها ستكون تركيا أكثر قدرة على الضغط عليهم. 

SputnikNews