سباق خلف الأبواب المغلقة... قوة محمد بن سلمان تفاجئ الجميع

وبحسب تقرير لصحيفة "دكا تربيون"، فقد لعبت الولايات المتحدة دور الوسيط تقليديا، ويبدو أن الخارجية الأمريكية تعمل بنشاط في الكواليس لفتح قنوات اتصال بين الجانبين.

ومع ذلك، وعلى الرغم من تحسن العلاقات بين الولايات المتحدة والهند في السنوات الأخيرة، فإن العلاقات لا تزال غير قوية بما يكفي لتهدئة هذا الوضع، وفي الوقت نفسه، ضعفت العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان، حيث تتمتع الأخيرة بعلاقات قوية مع الصين.

تصاعد التوتر بين الهند و باكستان - جنود الجيش الهندي، 2018

© Sputnik . Aleksandr Kondratuk

ولن تكون الصين أيضًا مفيدة في محاولات الوساطة، نظرا لمنافستها الإقليمية مع الهند، إذ إن دلهي لن تثق في نوايا بكين ونزاهتها في أي عملية قد ترعاها الأخيرة.

أما بالنسبة للوساطة الروسية في الأزمة، فمن المحتمل أن ترفضها باكستان، بسبب العلاقة الوثيقة التي تربط موسكو بدلهي، والتي تعود إلى فترة الحرب الباردة، بحسب التقرير.

في هذه الأثناء، تعتبر إيران عدوا تقليديا لباكستان، ولهذا السبب لن تقبل إسلام آباد بأي شيء تتوسط فيه طهران، وهذا يترك المملكة كقوة آسيا الإقليمية الوحيدة التي تربطها علاقات دافئة مع باكستان والهند.

تعود العلاقة بين السعودية وباكستان إلى عقود، وكان السعوديون هم الذين ساعدوا باكستان ماليا لبناء برنامجها النووي عندما طورت إسلام آباد ترسانتها النووية ردا على مشروع الهند الناجح في مجال الأسلحة النووية.

كما إن العلاقة السعودية الهندية حديثة العهد، لكنها مهمة جدا للطرفين، لأنها تتشارك نفس الاهتمامات والمصالح عندما يتعلق الأمر بجدول الأعمال الاستراتيجي الصيني والإيراني.

علاوة على ذلك، سوف يحافظ السعوديون على هذا الوضع الاستثنائي من النفوذ والقوة إذا نجحوا في الحفاظ على التوازن الإقليمي بين الهند وباكستان في جنوب آسيا، وهو ما يعني أن نواياهم يمكن الوثوق بها تقريبا من الجانبين.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

© REUTERS / UMIT BEKTAS

ولم يدع ولي العهد السعودي فرصة التوسط بين القوتين النوويتين، إذ أرسل على الفور وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير إلى إسلام آباد برسالة عاجلة للحكومة الباكستانية.

محتويات الرسالة غير معروفة، ولكن بعد وقت قصير، أعلنت باكستان أنها ستسلم الطيار المحتجز.

كل المحاولات الدبلوماسية تجري خلف الأبواب المغلقة، ولكن إذا كانت الرسالة سببا في قرار رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان بالإفراج عن الطيار، فإن هذا يعد دليلا حقيقيا على مدى السرعة والكفاءة التي يتمتع بها محمد بن سلمان في مثل هذه المواقف.

لم يتحدد بعد، ما إذا كان ولي العهد السعودي يمكن أن يساعد في إعادة الوضع الراهن وتحسين العلاقة بين البلدين، لكن نجاحه ضروري لأن الحرب ليست في مصلحة الطرفين.

SputnikNews