كاتب إسرائيلي: "صفقة القرن" خطة فاشلة

ونشر المؤرخ والباحث الإسرائيلي في الشؤون العربية، الدكتور مردخاي كيدار، مقالا جاء فيه أن الجهود الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط، والمعروفة إعلامياً بـ"(صفقة القرن)، هي الاسم البديل لخطة الفشل، رغم أن انتظار الشرق الأوسط بفارغ الصبر الإعلان عن الصفقة.

سلام اقتصادي

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف

© Sputnik . Сергей Мамонтов

وجاء في مقال كيدار المنشور على الموقع الإلكتروني للقناة الإسرائيلية السابعة، أن مستشار الرئيس الأمريكي، دونالد ، الخاص وصهره، جاريد كوشنير، يسعى لربط المسارين، الاقتصادي والسياسي، معا، فيما يعرف بالسلام الاقتصادي، على اعتبار أن تراجع حدة التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قد يحسن ظروف الاقتصاد الفلسطيني، الذي يشهد قيودا عدة بسبب غياب السلام، حيث يرى أن ترامب يعتقد بأن تحسين الظروف الاقتصادية للفلسطينيين، من شأنه ألا يخدم فقط الفلسطينيين والإسرائيليين، وإنما المنطقة بأسرها.

وأشار المؤرخ الإسرائيلي إلى أن استمرار الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي يزيد من فرص انتشار التطرف، لأنه خلال سنوات طويلة، شكلت المقاومة الفلسطينية لإسرائيل عنصر توحيد للمنطقة، لكن الوضع اختلف اليوم، فالتصور الأمريكي للمنطقة، يرى أن إيران العنصر الأساسي لعدم الاستقرار الإقليمي، بتشغيلها للجماعات المسلحة الساعية لزعزعة الاستقرار، وهو ما من شأنه تخفيض مستوى التحسن الاقتصادي، بحسب الكاتب الإسرائيلي.

وأضاف الكاتب أنه يبدو واضحا، أن الإدارة الأمريكية، تريد حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بطريقة مختلفة عن جميع الإدارات السابقة؛ لأنها تريد حله عبر المال والعمل والرفاه الاقتصادية والحياة الكريمة، وهي سلم أولويات المجتمع الأمريكي نفسه، ما يعني أن التوجه الأمريكي لحل الصراع، يأخذ النهج الأمريكي، وليس الشرق أوسطي".

خطة سلام فاشلة

وأوضح مردخاي كيدار أن السلام الذي تحمله "صفقة القرن" يعني الحرب؛ لأن إسرائيل تعلمت مما حصل في غزة خلال سيطرة حركة حماس عليها في 2007، وإمكانية نقل هذه التجربة للضفة الغربية، لأن الانسحاب الإسرائيلي من جبال الضفة الغربية بموجب صفقة القرن، سيؤدي لإقامة دولة فلسطينية، ما سيتطلب من الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق العودة مجدداً للقضاء على الدولة الفلسطينية قبل أن تقضي هي على إسرائيل.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين في تل أبيب، 23 مايو/ آيار 2017

© REUTERS / Amir Cohen

وأضاف الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي أنه يتبين من مسودات "صفقة القرن" أن مصيرها سيكون الفشل، في حال بدأت خطوتها العملية لإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية؛ لأن كل حكومة إسرائيلية مسؤولة لن تسمح بإقامتها؛ لأنها ستتحول مع مرور الوقت إلى حماستان"، وفق قوله.

واختتم مردخاي كيدار مقاله المنشور تحت عنوان " صفقة القرن أم خطة الفشل"، بقوله: "في هذه الحالة، فإن صفقة القرن، ستنضم إلى عشرات الخطط السياسية التي أعدتها إدارات أمريكية سابقة، من قبل رؤساء آخرين ذوي نوايا طيبة، لكن جميع خططهم وجدت طريقها إلى الرفوف دون أن تجد طريقها إلى التنفيذ على أرض الواقع".

SputnikNews