أخبار عاجلة

بعيون دبلوماسيين أمريكان... ذكريات من

نشرت "جميعة الدراسات والتدريب الدبلوماسي" الأمريكية روايات لدبلوماسيين أمريكان خدموا في المملكة العربية بعد نيلها الاستقلال وعاصروا مراحل تطور المملكة خلال خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي.

يذكر أول سفير أمريكي في المملكة العربية السعودية، ريموند هير، الدولة الخليجية وسكانها قبل الطفرة النفطية، حيث شبك بين عامي 1950 و1953 علاقات مميزة مع الحكم الملكي السعودي وخصوصا مع وزير المالية السعودي الشيخ عبد الله بن سليمان، وهو من أصل نجدي وكان تاجرا سافر للهند وهناك تعلم اللغة الإنجليزية، ونتيجة نجاحه العملي عاد إلى المملكة بطلب من ملكها عبد العزيز ليصبح يده اليمنى.

كما يعود هير بذاكرته عن الملك عبد العزيز قائلا عنه "عندما أعيد النظر في علاقتي بالملك التي دامت أعوامًا، لا أستطيع إلا أن أقول إنه، بالنسبة إلي شخصيًا، يبقى الشخصية العامة الأكثر تميزًا بين الشخصيات التي صادفتها في خلال أربعين عامًا من الخدمة. كان عظيمًا من الناحية الجسدية، عظيمًا كمحارب، عظيمًا كرجل سلام، عظيمًا في توحيد المكونات القبلية المتنوعة لبلد واحد، عظيمًا كرجل ذي مبادئ عالية وإيمان ديني عميق، وعظيمًا بشكل خاص بتمتعه بفضيلة الحكمة الطبيعية. كان في الواقع تجسدًا فريدًا من نوعه في القرن العشرين لبطريرك بقالب توراتي. في هذه المناسبة، أقول إنه كان يتمتع بحس الفكاهة البشرية، فهو اقترح ملحًا على زوجتي بأنه سيكون سعيدًا أن يتخذ لي زوجة أخرى، بعد الحصول على إذنها طبعًا، وضحك بحرارة عندما أجابت أنني وجدت فعليًا زوجة واحدة مكلفة للغاية"

الملك فيصل عام 1952

© AFP 2018 / Stringer

الملك فيصل عام 1952

 

مدينة الظهران السعودية وأول مطار

يروي السفير الأمريكي، باركر هارت، الذي عمل سفيرا في السعودية بين عامي 1961 و 1965 عن أول مشروع أمريكي في المملكة وتحديدا في مدينة الظهران حيث كانت الطائرات الأمريكية بحاجة إلى مهبط طائرات، فكانت الموافقة السعودية على المشروع بالإيجابية بالرغم من الوضع السياسي في العالم وبدء الحرب الباردة وانقسام العالم بين معسكرين شرقي وغربي.

وافقت السعودية على طلب الأمريكيين حيث رأى الملك السعودي أن هذا الخيار هو سيعود بالأمن لمملكته كما هذا الأمر سيعزز من العلاقات الثنائية بين الدولتين.

أزمة واحات البريمي

وتناول السفير الأمريكي هارت في مذكراته أزمة واحات البريمي التي ظهرت غياب الحدود بين السعودية والمحميات البريطانية(أراضي الدول الخليجية الحالية)، أي قطر وإمارات ساحل الصلح البحري وسلطنة عمان ومحميات عدن (اليمن).

وحصل نزاع بين المملكة السعودية وبريطانيا على واحات البريمي حيث ادعت إمارة أبو ظبي وسلطنة مسقط اللتين كانتا تحت الحماية البريطانية على أحقيتها بالوحات كما السعودية.

فاعتبر أن الأراضي غير سعودية وبالتالي هي أراضي تابعة للدول أخرى وبهذا الصدد قال هارت  "بعد سنوات، عندما كنت مدير شؤون الشرق الأدنى، زار الأمير فيصل واشنطن في أواخر عهد ترومان، أخذني جانبًا وقال لي: أنت لست إلى جانبنا في أزمة واحات البريمي أجبته:لا لست كذلك، لأنني لا أعتقد أن موقفكم صحيح. بعد سنوات، عندما تم ترشيحي لأكون سفيرا أميركيا لدى المملكة العربية السعودية، فكرت في أن موقفي هذا سيشكل لي مشكلة مع السعوديين، لكن هذا لم يحدث".

قاعدة عسكرية تابعة للمملكة السعودية في اليمن

stringer

قاعدة عسكرية تابعة للمملكة السعودية في اليمن

كما تكلم هارت عن أزمة اليمن بين السعودية ومصر في عهد جمال عبد الناصر، ونقل عن الملك فيصل قوله: "هذا الوضع لا يمكننا التخلي عنه، لأنه يشكل تحديا للمملكة، لا تحديا لليمن فحسب. فالمصريون يوجهون سهامهم إلى المملكة العربية السعودية، واليمن نقطة انطلاقهم وعلينا أن نفعل ما بوسعنا لندافع عن أنفسنا".

أما السفير الأمريكي الثالث الذي استذكر المملكة من خلال عمله فيها بين عامي 1965 و1970 فهو هيرمان فريدريك إيلتس.

كانت مهمة إيلتس بحسب مذكراته تعزيز العلاقات الوثيقة بين الولايات المتحدة والسعودية وقال بهذا الخصوص "تعقدت العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية بسبب وجهات النظر حول قضية اليمن. فالولايات المتحدة اعترفت بالجمهورية العربية اليمنية، عكس السعوديين الذين رفضوا هذا الأمر بتاتا في البداية.

حرب عام 1967

وعن حرب 1967 يستذكر إيلتس إنه قبل الحرب كان دور السعودية في سياق الصراع العربي — الإسرائيلي محدودا، كانت المملكة تقود العالم الإسلامي لكن مع هزيمة جمال عبد الناصر،

أحياء الرياض القديمة

© AFP 2018 / Stringer

أحياء الرياض القديمة

وبعد اجتماع وزراء الخارجية العرب في مؤتمر الخرطوم تغير الدور السعودي وأصبح لامعا وهاما بشكل مفاجئ، ومن الأمور التي جعلت من السعودية دولة هامة في تلك الفترة هي نجاحها في اقناع القيادتين الليبية والكويتية لتنضما إلى السعودية لتقديم المساعدات المالية لمصر خلال فترة إغلاق قناة السويس وتوقف إيرادات عبور السفن فيها. ومنذ ذلك الحين، بدأ الدور السعودي في الشؤون العربية والإسلامية يرتفع.

وتكلم إيلتس عن العلاقات الأمريكية السعودية خلال حرب 1967 وبعدها حيث مرت هذه المرحلة بمقاطعة عسكرية سعودية من خلال عدم انضمام ضباط الجيش السعودي إلى مهمات التدريب التي يقدمها الجيش الأمريكي في السعودية، إذ كانوا يشعرون بالمرارة حيال ما حدث على صعيد الحرب ونتيجتها ودعم الولايات المتحدة لإسرائيل في تلك المرحلة

SputnikNews