أخبار عاجلة

التفاصيل الكاملة لصراع السلطة في فنزويلا.. تنصيب زعيم المعارضة رئيسا.. والرئيس المعزول يتمسك بالشرعية.. وحرب أمريكية روسية.. ومقتل وإصابة 216

التفاصيل الكاملة لصراع السلطة في فنزويلا.. تنصيب زعيم المعارضة رئيسا.. والرئيس المعزول يتمسك بالشرعية.. وحرب أمريكية روسية.. ومقتل وإصابة 216 التفاصيل الكاملة لصراع السلطة في فنزويلا.. تنصيب زعيم المعارضة رئيسا.. والرئيس المعزول يتمسك بالشرعية.. وحرب أمريكية روسية.. ومقتل وإصابة 216

كتب: ضياء السقا- وكالات

تشتهد فنزويلا أحداثا عنيفة، بعد تنصيب المعارضة رئيس البرلمان خوان جوايدو رئيسا مؤقتا للبلاد، خلفا للرئيس المعزول نيكولاس مادورو، مما أسفر عن اندلاع اشتباكات قوية، بين المتظاهرين وقوات الأمن، أدى لسقوط قتلى وجرحى، فيما توالت ردود الفعل الدولية بين مؤيد ومعارض للمشهد الفنزويلي.

بداية الأزمة

بدأت الأزمة في فنزويلا منذ تأدية مادورو، اليمين لفترة رئاسية ثانية متحديا الجميع، وذلك بالرغم من الأوضاع السياسية والاقتصادية الخانقة التي تعيشها البلاد.

ودخلت فنزويلا في أزمة سياسية بعد إعادة انتخاب مادورو في عملية قاطعتها المعارضة، في حين رفضت منظمة الدول الأميركية الاعتراف بشرعية حكومته ودعت إلى إجراء انتخابات رئاسية جديدة "مع كل الضمانات الضرورية لعملية حرة وعادلة وشفافة وشرعية"، وفقا لشبكة سكاي نيوز.

وبالرغم من ثروتها النفطية، تعيش فنزويلا أسوأ أزمة اقتصادية واجتماعية في تاريخها الحديث، بسبب تراجع النفط وانتشار الفساد وتراجع العملة، مما أدى إلى انعدام أدنى مقومات الحياة لأبناء الشعب الفنزويلي.

وسجنت حكومة مادورو العشرات من النشطاء وقادة المعارضة بتهمة السعي للإطاحة بالرئيس خلال مظاهرات في عامي 2014 و2017.

كما قتل 125 شخصا في اشتباكات مع الشرطة في احتجاجات عام 2017.

زعيم المعارضة يبدي استعداده لحكم البلاد

بدوره خرج جوايدو رئيس البرلمان، مؤخرا، معلنا استعداده لتولي رئاسة البلاد، بعدما اعتبرت المعارضة أن فترة الولاية الثانية لمادورو غير شرعية.

وقال جوايدو في تصريحات لرويترز، إنه "ينوي إذا أصبح رئيسا أن يوفر حماية قانونية للجنود والمسؤولين المنشقين"، لكنه قال ”ستطبق العدالة بحق أولئك الذين ارتكبوا أفعالا مشينة“.

وأضاف: "ظللنا طيلة 20 عاما نعاني هجمات، قتلوا زعماء سياسيين وسجنوا آخرين، وتعرضت أنا للخطف لبضع ساعات، قتلوا أصدقائي“.

المعارضة تنقلب على مادورو

وسرعان ما انقلبت قوى المعارضة على مادورو، وخرجت موجة من الاحتجاجات في كراكاس، إثر انتفاضة عسكرية قصيرة بثت الأمل في أن يتمكن رئيس الكونغرس الجديد من توحيد المعارضة والإطاحة بالرئيس الحالي، وفقا لسكاي نيوز.

جوايدو ينصب نفسه رئيسا للبلاد

بعد ذلك نصب زعيم المعارضة، جوايدو، الأربعاء، نفسه قائما بأعمال رئيس فنزويلا مؤقتا، أمام حشد كبير، وتوالت بعد ذلك ردود أفعال الدول ما بين مؤيد ومعارض.

تأييد أمريكي سريع

وفي رد فعل دولي سريع، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد عن اعتراف واشنطن برئيس البرلمان الفنزويلي المعارض جوايدو، الذي ينتمي إلى معسكر المعارضة الموالية لواشنطن، رئيسا انتقاليا لفنزويلا.

وفي بيان نشره البيت الأبيض الأربعاء، قال ترامب، إن بلاده ستستخدم كامل قوتها الاقتصادية والدبلوماسية للضغط من أجل استعادة الديمقراطية في فنزويلا، داعيا الدول الغربية إلى الاعتراف بغوايدو رئيسا بالوكالة للبلاد.

وأضاف ترامب في البيان: "مستمرون في تحميل نظام نيكولاس مادورو غير الشرعي المسؤولية المباشرة عن أي تهديد محتمل يضر بسلامة الشعب الفنزويلي".

أما وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، فقد دعا الجيش الفنزويلي وقوات الأمن إلى "دعم الديمقراطية وحماية المدنيين"، مطالبا مادورو بالتنحي لصالح "الرئيس الشرعي الذي يعكس إرادة الشعب الفنزويلي".

الرئيس المعزول يتمسك بالشرعية

وفي أول رد فعل له، أعلن الرئيس الفنزويلي المعزول مادورو، تمسكه بالشرعية، كرئيس منتخب، على حد تعبيره، أمام حشد من مؤيديه في العاصمة كاركاس، فيما دعا الجيش إلى الحفاظ على الوحدة والانضباط.

وقرر مادورو قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، بعد تأيدها لجوايدو، وأمهل الدبلوماسيين الأمريكيين  72 ساعة لمغادرة البلاد.

وقال مادورو في خطاب ألقاه أمام حشود من مؤيديه قرب قصر ميرافلوريس الرئاسي: "أمرت بقطع كل العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع حكومة الولايات المتحدة".

ورفض مادورو إعلان جوايدو، توليه مهام الرئاسة، متهما المعارضة بمحاولة الانقلاب.

وعلى الجانب الأخر دعا جوايدو، الذي نصب نفسه رئيساً بالوكالة، البعثة الدبلوماسية الأمريكية وغيرها من البعثات الأجنبية إلى مواصلة عملها في البلاد.

اندلاع اشتباكات عنيفة ومقتل وإصابة 216

وفي أعقاب الصراع على السلطة في فنزويلا، خرج مئات الآلاف من الفنزويليين إلى الشوارع في أنحاء البلاد للاحتجاج على رئيس الدولة مادورو الذى يعتبرونه "مغتصبا" بعد حصوله على إعادة انتخابه فى انتخابات وصفتها بأنها احتيالية وغير معترف بها من قبل العديد من الدول.

واندلعت اشتباكات عنيفة، بين المتظاهرين وقوات الأمن، نتج عنها مقتل 16 شخصا وإصابة 200، وفقا لصحيفة " لا ريبوبليكا" الإسبانية.

من جانبه، أعرب جوايدو، الذى أعلن نفسه رئيسا للبلاد، عن أسفه على حسابه على تويتر، قائلا: "ليس لدى كلمات للتعبير عن الألم الذى أشعر به لأننى مستمر فى معرفة أن الفنزويليين قتلوا خلال الاحتجاجات في الساعات الأخيرة".

ردود فعل دولية مؤيدة ومعارضة وحرب تصريحات أمريكية روسية

وعقب تأييد الولايات المتحدة، لاعتلاء جوايدو السلطة في فنزويلا، توالت ردود الأفعال ما بين مؤيد ومعارض، حيث سارت كندا والبرازيل وبارغواي وكولومبيا وبيرو والأرجنتين ومنظمة الدول الأميركية، على نهج الرئيس الأمريكي ترامب.

كما سار الاتحاد الأوروبي أيضا على نهج الموقف الأمريكي من أحداث فنزويلا، حيث أعلنت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، أن الاتحاد يدعم برلمان فنزويلا "كمؤسسة منتخبة ديمقراطيا"، ويدعو لاستعادة الديمقراطية على أساس دستوري.

وأعلنت موغيريني، في بيان نشرته وكالة أنباء نوفوستي الروسية، تبني الموقف الأمريكي لكن بصيغة أكثر دبلوماسية، بحسب اليوم: "لقد وجه شعب فنزويلا دعوة هائلة من أجل الديمقراطية والقدرة على تقرير مصيره بحرية، ولا يمكن تجاهل هذه الأصوات. الاتحاد الأوروبي يحث بشدة على الشروع الفوري في عملية سياسية تؤدي إلى انتخابات حرة وذات مصداقية، وفقا للنظام الدستوري".

وأضافت أن "الاتحاد الأوروبي يدعم بشكل كامل الجمعية الوطنية (البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة) كمؤسسة منتخبة ديمقراطيا ويجب استعادة سلطاتها واحترامها".

روسيا تتحدى أمريكا

أما روسيا كان رأيها مخالفا للولايات المتحدة، إذ صرح رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي، قسطنطين كوساتشوف بأن أمريكا تتدخل بشكل سافر في الشؤون الداخلية لفنزويلا.

وقال كوساتشوف في حديث لوكالة "نوفوستي" الروسية، ونشره بدوره موقع روسيا اليوم، الأربعاء: "مهما حدث في فنزويلا، فإن ذلك يعتبر شأنا داخليا لهذه الدولة، ويجب دعم الشعب الفنزويلي من خلال تطوير التعاون مع هذا البلد والمساعدة على حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية المتراكمة فيها، وليس من خلال حصارها".

وأضاف أن "كل السياسات الأمريكية تجاه فنزويلا، بما في ذلك التصريحات الأخيرة (للرئيس دونالد) ترامب تعتبر تدخلا سافرا وفظا في شؤونها الداخلية".

وأشار كوساتشوف إلى أن "العالم بات يعرف إلى ماذا أدى تغيير السلطة في ليبيا بتدخل أمريكي مباشر، والصعوبات التي لا يزال العراق يواجهها والتي كانت سوريا على وشك مواجهتها، وفنزويلا في صف واحد معها".

الموجز