كتب : الأناضول منذ 56 دقيقة
يتمتع جامع ديفريجي الكبير في ولاية "سيواس" وسط الأناضول، بنظام تدفئة مركزي يبلغ عمره 785 عامًا، يعتمد على تمرير البخار الناجم عن تسخين الماء في الحمام القريب، أسفل الجامع ودار الشفاء التابعة له.
وحكى نائل أيان، أحد أئمة الجامع، قصة إنشاء نظام التدفئة التي جاءت بالصدفة، حيث لاحظ كبير المعمارين المسؤول عن بناء الجامع مغيث أوغلو أهلاتلي هورم شاه، أن أحد العمال متوقف عن العمل، وعندما سأله عن السبب، أخبره أنه لاحظ عدم وجود مكان للوضوء قريب من موضع بناء الجامع، وعليه اتخذ كبير المعماريين قرارًا ببناء حمام على بعد 100 متر من الجامع، ويعتقد أن الحمام، الذي لم يبق منه الآن سوى أطلال، سمي باسم ذلك العامل، إذ كان اسمه حمام "بكير تشافوش".
وبعد إنشاء الحمام، فكر كبير المعماريين في الاستفادة منه في تدفئة الجامع ودار الشفاء التابعة له، فأنشأ نظامًا يسري فيه البخار الناجم عن تسخين الماء في الحمام، في شبكة تمر أسفل الجامع ودار الشفاء، وتعمل على تدفئتهما.
وبذلك اخترع كبير المعماريين شبكة تدفئة مركزية أرضية، قبل 785 عامًا، ولا تعمل هذه الشبكة حاليًا، إلا أن آثارها لا تزال باقية.
وجامع ديفريجي الكبير مدرج على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي العالمي، ويعد مثالًا على معمار الأناضول القديم، حيث بني في فترة حكم المنكوجكيون عام 1228 للميلاد، وقيل عنه "إن المرء لابد أن يراه قبل أن يموت"، وأطلق عليه الأوروبيون "حمراء الأناضول".
