«يناير» خصم الجميع

«يناير» خصم الجميع «يناير» خصم الجميع

أما عن الإخوان المسلمين فقد انتهى أمرهم منذ نجاحهم بالأغلبية فى البرلمان بخيانة كانت واضحة ومعلنة للثورة وللدماء التى كانت سائلة على الأرض أثناء التحضير لها وأكملوا هم بأيديهم مهمة شطبهم من على وجه الوجود سياسيا واجتماعيا بسنة رئاستهم لمصر وبما فعلوه بعد 30 يونيو وإلى الآن، فسبحان من سوى عقولهم هذه المحشوة بالزرنيخ ولكنها الثورة وتضحياتها التى أراد الله أن ينتصر لها يوما بعد الآخر من كل من خانها وحاول إجهاضها وبانطلاقها دائما فى المسار الصحيح على عكس ما يروج أو يفهم البعض، وأما عن يناير فالتذكرة هنا مهمة على سبيل الذكرى التى تنفع المؤمنين ليعلم من يحاول طمس تاريخ لم يمض عليه ثلاثة أعوام أنه يضرب بخياله فى الهواء الطلق وأن محاولة تلفيق التاريخ القريب- وهو المضحك للغاية- ولا البعيد صارت مهمة سهلة، فنحن لسنا فى حقبة حكم محمد على أو قبلها حتى لا نجد مخطوطات تحكى عن تلك الفترة غير تلك التى كتبها الحاكم بيد مأموريه أو بما رواه على مسامع البعثات الأجنبية هو بنفسه.

فيناير هى أول من اكتشفت واتخذت موقفا ضد المجلس العسكرى - فى إبريل 2011 - وبوضوح شديد لا مواربة فيه بعد فهم ثبت بعد ذلك أنه صحيح بأن المجلس العسكرى يعمل بقوة لإجهاض هذه الثورة وأنه على وفاق تام مع الإخوان المسلمين.

يناير هى التى خاضت أول معركة مع الإخوان المسلمين فى مايو 2011 بعد دعوة الشباب للنزول لمليونية لشعورهم بأن الثورة تسرق، وأن رموز نظام مبارك ما زالوا يعبثون وأن السلطة القائمة تحاول أن تحتوى الثورة بدلا من أن تنفذ أهدافها، وباتفاق الإخوان مع المجلس العسكرى وقتها خرج الإخوان على الشباب بهجوم رهيب وبدأوا يشاركون فى تشويههم بقوة وتصدير فكرة أنهم ضد جيش بلدهم الوطنى وأنهم يسعون للتفرقة بين الشعب وجيشه.

يناير هى من صنفت الإخوان المسلمين من لحظة مايو مرورا بالبرلمان على أنهم فصيل من الثورة المضادة، وهم من تحملوا تبعة تلك المعركة التى كانت قاسية، لأنها كانت ضد المجلس العسكرى والإخوان فى نفس اللحظة، وبسبب ذلك ولثقة الناس بـ«يناير» واطمئنانهم لها لأنها فى النهاية صنيعتهم وثورتهم بدأ بنيان الإخوان ينقض طوبة بعد طوبة وحتى من قال لنذهب إلى البرلمان من أجل الاستقرار، كان يضمر لهم احتقارا لخستهم ونذالتهم مع شباب الثورة وخيانتهم لدمائهم، وقد كانت تلك بداية انفضاحهم وتعريتهم أمام الناس.

يناير هى من جعلت من تدخل الجيش اليوم تدخلا محسوبا غير مطلق اليدين فى السياسة، محدق النظر إلى قوة الناس والشارع ومدققا فى التعاطى مع متطلباته، معتبرا طوال الوقت مما حدث فى فترة حكم المجلس العسكرى ويحاول جاهدا ألا يعيد أيا منها.

يناير هى من أكملت المشوار بشبابها ورموزها حتى إتمام 30 يونيو، بمن فيهم شباب تمرد؛ فهم أولاد يناير.

يناير هى من صعدت فى لحظة الحسم بأبيها الروحى الدكتور محمد البرادعى ليقف بجانب الفريق السيسى وقت الإعلان عن إزاحة مرسى يوم 3 يوليو لإضفاء شرعية ثورة يناير على الحدث فى توافق غير مسبوق على شخصه فى تلك اللحظة حتى من القوى والأشخاص الذين كانوا يناصبونه العداء ويسرفون فى مهاجمته، وهو الآن من يدعم ويقوى الدولة بعد إزاحة الإخوان أمام العالم الخارجى بمنصبه كنائب لرئيس الجمهورية مستغلا قيمته وقامته الدولية ومسخرا لها لصالح .

يناير تلك هى التى يكن لها قوى الظلام وراغبو العودة لما قبلها الكره الشديد لأنها هى التى وضعت الحد الفاصل للفساد والاستغلال وامتهان كرامة المصريين ونهب أموالهم وتكبيل حريتهم، ولذلك يمكنك أن تسمع محاولات تشويهها الآن على لسان بعض من هؤلاء.

الكلمات السابقة ليست بسبب عدم قدرتى على مفارقة لحظة يناير ولكن بسبب إيمانى بأن يناير هى بوصلة المستقبل لمن يريد أن يبنى هذا الوطن، وليتذكر الإخوان الذين يتشدقون بثورة يناير الآن أنهم لم يكونوا يوما جزءا منها بل كانوا دائما فى مواجهتها وضدها وفى عكس اتجاهها، ولا يجوز لهم الحديث عنها للحظة ولا التمسح بها وهم خائنوها، والسبب الأخير ليتذكر أرباب النظام السابق وأصدقاؤه وحلفاؤه ومجموعات مصالحه أن يناير ستظل حامية لمسارها الذى رسمته، وأنها قد انتصرت فى كل المعارك التى خاضتها.

SputnikNews