أخبار عاجلة

أفكار للتأمل

أفكار للتأمل أفكار للتأمل

1- مع فض الاعتصام المتوقع فى أى لحظة، أذكركم بقوله تعالى «مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا».

للأسف تعودنا على أخبار القتلى، ولم نعد نبالى إلا أذا تخطت أعداد القتلى حد المذبحة، هذا مع أن الأصل أنه لا فارق بين قتل العشرات وقتل نفس واحدة.

2- لا أعرف الغيب، وبالتالى لا أعرف هل ما حدث فى 30 يونيو تصحيح لمسار الثورة أم تدشينا لديكتاتورية جديدة؟ العلامة المبكرة لما هو قادم بالنسبة لى هى: هل سيضيق صدر النظام الجديد بالبرادعى أم لا؟.

قد تختلف وجهات النظر حول البرادعى. لكن الثابت أن جميع من تعاقبوا على السلطة، بدءا بمبارك ومروراً بالمجلس العسكرى وانتهاء بمرسى قد همشوه وضاقوا به ذرعا. فهل ستضيق به السلطة الجديدة بعد قليل؟

فى رأيى أن وجوده فى السلطة الجديدة يصب فى مصلحة خصومه. إذ لا أتصور أن ضميره سيسمح له بإقصائهم بالكلية.

هذا حسن ظنى فيه والله أعلم.

3- هل علمتم بالدين الجديد؟ إذا شئتم الدقة فإنهما دينان جديدان. «دين الإخوان» الذين يرجون أن يموتوا على ملته، و«دين كراهية الإخوان» الذى لا يعترف لهم بأدنى حقوق الإنسانية.

مطلوب منك أن تؤمن بأن الإخوانى إما «إرهابيا لصا تاجر دين بلا ذرة من الأخلاق» أو «مصلحا متدينا رائعا لم يُخطئ قط». وإما أن يكون من الذين «خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا» فهذا ما لا سيقبله أنصار الإخوان أو أعدائهم.

4- فرضية جدلية لا أنتظر الإجابة عليها من الإخوان: لو افترضنا أن شفيق «أو أى رئيس آخر» كان هو الذى فاز فى الانتخابات السابقة، ثم ساءت إدارته للبلاد إلى الحد الذى أدى إلى خروج الملايين، كالذى حدث فى 30 يونيو، فعزله الجيش، هل كان الإخوان وقتها سيدافعون عن مبدأ الشرعية؟.

اعتقد أن الإجابة معروفة.

5- استعانة الشرطة بالبلطجية فى معركتها ضد الإخوان «أرجوكم لا تنكروا فالجميع شاهد التفاهمات تدور علنا فى الشوارع»، ماذا سيكون وضعهم فى النظام الجديد؟ وهل ستغض الشرطة الطرف عنهم اعترافا بالجميل؟.

5- بعيدا عن تقييم ما حدث فى 30 يونيو، وهل كان انقلاباً عسكرياً أم ثورة شعبية أيدها الجيش؟ كيف لم تلاحظوا المأزق المنهجى التاريخى للإخوان! الخلافة -التى هى قلب دعوتهم- قامت على «شرعية المتغلب» منذ انتهاء الخلافة الراشدة بدون أن يؤخذ رأى المسلمين؟ وهل خضع المسلمون للخلافة الأموية إلا بشرعية المتغلب؟ وهل أكل السفاح العباسى على البساط الذى وضعه على جثث الأمويين المنتفضة إلا بشرعية المتغلب؟ وهل تقلب المماليك على العروش إلا بشرعية المتغلب؟ وهل هزم سليم الأول المماليك وأقام الخلافة العثمانية إلا بشرعية المتغلب؟.

فلماذا ينقمون من السيسى، إذا اتبع خطى الخلفاء وفرض شرعية المتغلب؟ أين الجديد هنا؟

«عادتنا ولا حانشتريها».

6- حتى لا يُساء فهم الفقرة السابقة، لا شك أن مبادئ القرآن الكريم فى الحكم الراشد لم تتحقق فى تاريخ المسلمين إلا فترة قصيرة جدا، ولا شك أيضا أن أهداف القرآن العليا فى إعلاء التوحيد ومكارم الأخلاق والتراحم بين الناس قد تواجدت بالفعل طيلة الأربعة عشر قرنا الماضية.

aymanguindy@yahoo.com

SputnikNews