أخبار عاجلة

على طريقة إسرائيل.. الإخوان يستخدمون أطفالهم في معاداة

على طريقة إسرائيل.. الإخوان يستخدمون أطفالهم في معاداة مصر على طريقة إسرائيل.. الإخوان يستخدمون أطفالهم في معاداة

- لا أعرف كيف هانت على جماعة الإخون أنفسهم فى أن يستخدموا فلذات أكبادهم من الأطفال، كدروع بشرية فى اعتصاماتهم داخل رابعة العدوية.. هم يعرفون أن بينهم شبانا موتورين يستخدمون الأسلحة النارية فى معركتهم مع الشرطة، وأن الشرطة تقوم بتفريقهم بالقنابل المسيلة للدموع، التى تعبئ الصدور بالغازات وتشل الانفعالات، ومن يستنشق رائحتها يصاب بالدوخة والدوار، فما بالك بهؤلاء الأبرياء من الأطفال عندما نرمى بهم وسط هذا الدخان.. إنها جريمة ضد الإنسانية، وليست شطارة من الإخوان فى استخدام هؤلاء الأطفال لاستقواء الرأى العام الخارجى على بلدهم .

- إن هذا السيناريو يذكرنى بحرب 67 عندما استغلت إسرائيل أطفال المدارس فى حربها مع مصر.. وقد كانت طريقتهم أرحم من الطريقة التى يستخدمها الإخوان الآن مع أطفالهم.. إسرائيل لم تستخدم أطفالها كدروع بشرية فى حرب 67 بل استخدمتهم فى تحريك مشاعر أطفال العالم ضد عبدالناصر، وهم فى بيوتهم، لم تحشدهم على خط النار حتى تحتمى القوات خلف أجسام الأطفال الضعيفة.. بل كانت أشد حرصا على عدم نزول الأطفال إلى الشوارع.. كل ما فعلته إسرائيل أنها قامت بتوزيع عناوين أطفال العالم على أطفالهم، وطلبت من كل طفل إسرائيلى أن يكتب رسالة لكل طفل أوروبى.. تخيلوا ماذا كتب أطفال إسرائيل لأطفال العالم.. الرسالة كانت تقول.. «صديقى فلان.. أنا اسمى.... من تل أبيب، عمرى 7 سنوات، هل أطلب منك أن تستأذن ماما وبابا أن أقيم عندك فى بيتكم حتى لا يقتلنا ناصر..»

- كان الغرض من هذه الرسائل إثارة أطفال العالم على مصر، على اعتبار أن هؤلاء الأطفال هم الطفولة البريئة المؤثرة داخل أى بيت، وبالتالى نجحت إسرائيل فى استخدام أطفالها فى معاداة مصر وتعبئة الرأى العام ضدنا، وبعد هزيمتنا فى 67 كان العالم «شمتان» فينا بسبب المخطط الإسرائيلى الذى استخدم فيه الأطفال..

- هذا السيناريو لا يمكن أن يضيع من مخيلتى، مع أنه موقف سلمى لم تستثمر فيه إسرائيل أطفالها فى معاركها على الحدود مع مصر وسوريا أو الأردن.. استثمرت العقول والأقلام ولم تستثمر الأجسام..

ولذلك أقول إن أطفالنا ليست حياتهم أقل رخصا من أطفال إسرائيل، ناهيك عن انتماءات أهاليهم الحزبية، فأطفال الإخوان هم أطفالنا ولا يقلون غلاوة عن ابنى وابنك.. إذن من الظلم أن نترك أهاليهم مغيبين، لا يدركون أن استخدامهم لأطفالهم فى الاعتصامات والمظاهرات جريمة ضد الطفولة والإنسانية، وهنا أسأل هل هناك مسلم فى العالم يقبل على طفله الصغير أن يرتدى «كفن الموت» ليكون شعاراً لخصومته مع النظام.. أو يستثمره فى استقواء القوى الأجنبية على بلده.. من المؤكد أن مثل هذه الصور تلقى استنكاراً، لأن الطفولة لها ميثاقها، والوثيقة العالمية لحق الطفل لا تسمح باستخدام الطفولة فى الصراعات ولا الخلافات.. ولا أعرف لماذا طنشت المنظمات الدولية لحقوق الإنسان عن هذه الوقائع، لم نسمع أن واحدة من هذه المنظمات تحركت وأعلنت استياءها من استخدام الأطفال كدروع بشرية.. ثم لماذا نغرس الصراع من الآن فى عقول هؤلاء الصغار، حتى يصابوا بالعقد النفسية، كفانا ما أصاب الكبار من أمراض نفسية، هل تقتلون معها العقول البريئة..

- وهنا أقول لجماعة الإخوان المسلمين، عودوا إلى صوابكم، فأنتم القدوة فى الدعوة، وخلافاتكم مع الدولة لا تسقط عنكم عقولكم فمهما كان الخلاف فى الرأى، فلن يصل إلى حرب أهلية أو إلى الاستقواء بالخارج، لأن هذا الوطن هو وطنكم.. وأن مصر هى أمكم.. لا تفقدوا رصيدكم فى الشارع المصرى، ولا تجنوا على هويتكم، فأنتم أحوج إلى من يتفهم رسالتكم، والعنف والقتل الذى ترتكبونه يثيران عداء الشعب لكم، ومهما حشدتم أطفالكم ونساءكم كدروع بشرية فى اعتصاماتكم، فلن يغفر لكم الشعب جرائمكم ضد الإنسانية.. لذلك أطالبكم بالرجوع إلى صوابكم وادخلوا حضن هذا الوطن.. إن مصر تغفر خطايا أبنائها، فهى الصدر الحنون الذى يعطى ولا يأخذ، فلا تدمّروا الأخضر واليابس بصراعاتكم من أجل «الكرسى».. فلا يعقل أن تحكمونا بالبلطجة أو التهديد، من المؤكد أن بينكم عقلاء يرفضون فكر المتشددين الدمويين، ومن المؤكد أن شباب الإخوان يدركون أن العنف والتدمير لا يبنى وطنا، ولا يبنى جسوراً فى المحبة والتلاحم.. لذلك أدعوكم إلى الحق.. والحق هو استقرار هذا الوطن.

ghoneim-s@hotmail.com

SputnikNews