أخبار عاجلة

رسالة السيسى

رسالة السيسى رسالة السيسى

استجاب ملايين من أبناء الشعب المصرى لرسالة وزير الدفاع، الفريق عبدالفتاح السيسى، ونزلوا إلى مدن وشوارع المختلفة لدعم القوات المسلحة فى معركتها ضد الإرهاب، كما جاء فى رسالة وزير الدفاع.

والمؤكد أن أعداد من نزلوا فاقت تقديرات الكثيرين ووضعت الرجل كفاعل سياسى وشعبى تجاوز أسماء سياسية كثيرة من التيارين الإسلامى والمدنى، واستطاع أن يحرك الناس «بطلب شخصى»، بعد أن شعروا بأن بلدهم مهدد، وبأن هناك أخطارا كثيرة محدقة به.

والمفارقة أن هذه الاستجابة جاءت من رجل ليس له تاريخ حزبى، فهو أحد القادة العسكريين المشهود لهم بالكفاءة والاستقامة، وبحكم انتمائه للمؤسسة العسكرية فهو ليس حزبيا ولم يكن له نشاط سياسى، بل ربما كانت مهمته محاربة أى نشاط سياسى داخل المؤسسة العسكرية.

ومع ذلك استطاع، وهو قادم من خارج المشهد السياسى والحزبى السائد، أن ينال ثقة قطاع واسع من المصريين، بعد أن نجح فى قيادة تحرك عسكرى مصاحب لانتفاضة شعبية واسعة لم تعرف عنها أمريكا ولا الغرب شيئا، وحين عرفت لم ترحب به، وهو ما حرك المشاعر الوطنية لدى الشعب المصرى بالرهان على شخص قام بعمل من العيار الثقيل بعيد عن الإملاءات الأمريكية.

ورغم اعتماد الجيش، بصورة كبيرة، على السلاح والمساعدات الأمريكية فإن هذا لم يحل دون قيام السيسى بمخاطرة كبيرة (محسوبة) بعزل مرسى وإنهاء حكم الإخوان ونيل ثقة غالبية الشعب ودعمه، وهو ما ظهر فى الاستجابة لدعوته يوم الجمعة الماضى.

إن هذه الاستجابة لم تكن فقط بسبب رفض الناس لحكم الإخوان، ولا بسبب بحثهم عن مخلص سياسى يخرجهم مما هم فيه، إنما لشعورهم أيضا بأن دولتهم، التى بنوها على مدار قرنين بالعرق والدماء، صارت مهددة، وأن استجابة الناس لدعوة قادمة من عصب الدولة المصرية تعنى أن شعورا بالخطر تعمق لدى قطاع واسع من المصريين نتيجة ممارسات الإخوان دفعهم للنزول بهذه الطريقة.

صحيح أن مشكلات مصر والتبعية الاقتصادية والعسكرية لأمريكا لن تنتهى بأن يكون فى مصر رجال يرتبون لتحرك كبير بهذا الحجم خارج الإشراف الأمريكى، ولا بحشد الملايين فى الشوارع طوال الوقت، إنما ستنتهى بالعمل الجاد والتنمية الاقتصادية والسياسية، واستعادة المسار الديمقراطى لهذا البلد.

إن أخطر تحديات المرحلة القادمة يتمثل فى وجود قوى اجتماعية وسياسية جديدة تؤسس لحكم بديل لنظام الإخوان، وكيف يمكن الخروج من الأزمة الحالية، ليس فقط بحل مشكلة اعتصام رابعة أو النهضة، إنما بوضع البلاد على أول الطريق الصحيح فى صناعة بديل سياسى قادر على إدارة البلاد وليس فقط رفض حكم الإخوان.

استجابة الناس لدعوة السيسى تقول إن هناك طرفا جديدا دخل المعادلة الشعبية المصرية التى لم تعد فقط حكرا على الإخوان المسلمين والتيارات الإسلامية من جهة، والأحزاب والتيارات المدنية من جهة أخرى، وهو أمر قد ينعكس بظلاله على أى استحقاقات انتخابية قادمة.

amr.elshobaki@gmail.com

SputnikNews