أخبار عاجلة

كاميرون وبانيتا: تصحيح مسـار العولمـة لمواجهــة اليميـن المتطرف والإرهاب

كاميرون وبانيتا: تصحيح مسـار العولمـة لمواجهــة اليميـن المتطرف والإرهاب كاميرون وبانيتا: تصحيح مسـار العولمـة لمواجهــة اليميـن المتطرف والإرهاب

حضر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، جلسة رئيسية ضمن أعمال المنتدى الاستراتيجي العربي، تحدث فيها رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون، ومدير الاستخبارات المركزية الأميركية ووزير الدفاع السابق ليون بانيتا واللذين عبرا عن قلقهما من أن عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية بات مهدداً، وأن العالم لم يشهد اضطراباً مماثلاً لما يجري الآن منذ نهاية تلك الحرب، وفيما دعا كاميرون إلى تصحيح مسار العولمة ودعم الاعتدال العربي ومواجهة التهديد الإيراني، دعا بانيتا إلى تعزيز التحالف مع دول الخليج، مؤكداً أن الإمارات العربية المتحدة مثال يحتذى بالنسبة إلى المستقبل.

وحضر الجلسة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي ومعالي محمد عبدالله القرقاوي رئيس المنتدى الاستراتيجي العربي وعدد من الشخصيات من الإمارات والمنطقة العربية والعالم.

وعبّر ديفيد كاميرون، خلال مشاركته في الجلسة الرئيسة للمنتدى، عن سعادته بزيارة الإمارات، وتوجه بالشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مثنياً على التنوع الكبير في الدولة، وكذلك الدور البارز الذي تؤديه الإمارات في محاربة الإرهاب والفقر، وتشجيع التنمية ودورها المتنامي عالمياً.

أسس مهددة

وعبّر كاميرون عن قلقه من أن الكثير من الأسس التي ترسخت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية باتت مهددة، مثل التعاون الأوروبي وحرية التجارة ومستقبل حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وقال كاميرون إن هناك ثلاثة أسئلة في ظل هذا الوضع: هل سنتعلم الدروس الضرورية من أجل الحفاظ على العولمة؟ هل سنتحرك بما فيه الكفاية لهزيمة الإرهاب؟ هل ستقوم أوروبا بالتغييرات الضرورية للتأقلم مع خروج بريطانيا من الاتحاد، وكذلك التحديات الداخلية في أوروبا ووتيرة اندماج المهاجرين؟

تصحيح العولمة

وأوضح أن مسار العولمة الحالي بحاجة إلى تصحيح ضروري، لافتاً إلى أن العولمة أفادت البعض، لكنها لم تكن شاملة، حيث لحق الضرر بالكثيرين أيضاً، فموجة العولمة لم تشمل الجميع، وهذا خلل ينبغي إصلاحه، فهناك تحديات ثقافية ناتجة عن الهجرة التي تتسبب في صعود أحزاب اليمين المتطرف، وهذا يدعو إلى إعادة العمل بفكرة الحدود ومراقبة الهجرة.

دعم الاعتدال

وأضاف أن «المعركة مع الإرهاب يمكن كسبها، وهناك حاجة إلى مقاربة أمنية، لكن لا يجب الاكتفاء بذلك فقط، فالمعركة أيديولوجية على صلة بالإسلام الذي هو دين عظيم، لذا سندعم المعتدلين لكسب المعركة»، ولفت إلى أن هناك حاجة إلى حكومات قادرة على تمثيل جميع مكونات الشعب، وهذا يتطلب سياسات تدخلية وإرادة سياسية.

ولفت إلى أن بريطانيا عانت الإرهاب، بما فيه الذي تدعمه إيران، ويجب على كل من يدعم الإرهاب أن يتوقف، مضيفاً أن على الغرب أن يدرك مخاطر تعامله الخاطئ مع بوتين بداية من جورجيا، حيث صمتنا عنه فاحتل أوكرانيا، وأضاف: «تأثير في العالم يتوقف على تعامل الغرب مع ما تقوم بها روسيا. عندما نضع خطوطاً حمراء ونلتزم بها لن تبدو روسيا بهذه القوة».

وبخصوص العلاقة مع الاتحاد الأوروبي، قال كاميرون: إن بلاده خامس أكبر في العالم، ويمكن التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي بخصوص التجارة. لكنه أكد أنه غير متفائل بالنسبة إلى القضايا الداخلية في أوروبا مثل العملة الموحدة، لكنه أكد في المقابل أنه لا يعتقد أن أوروبا تتجه إلى التفكك برغم التحديات الكبيرة.

بانيتا: اضطراب استثنائي

بدوره، بدأ ليون بانيتا مشاركته بتوجيه الشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على رعايته المنتدى وقيادته الحكيمة.

وقال المدير السابق لـ«سي.آي.إيه» إن هناك الكثير من المخاطر التي تواجه العالم الذي لم يشهد انعداماً للاستقرار كما الآن منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وأضاف: «الولايات المتحدة أمضت 15 عاماً في محاربة الإرهاب منذ أحداث سبتمبر 2001، وحققنا تقدماً بالقضاء على قيادة تنظيم القاعدة، لكن بالرغم من ذلك تمدد الإرهاب وانتشر، وظهرت تنظيمات مثل داعش وبوكو حرام وحركة الشباب، وهذا الإرهاب يمثل تحدياً عالمياً»، لافتاً إلى أن الأهم في محاربة الإرهاب هو القدرة على بناء تحالفات واسعة للقضاء عليه، وأشار بانيتا إلى الاضطرابات في سوريا واليمن وليبيا والعراق وما تمثله من أرضية خصبة لنمو الإرهاب، وبالتالي هناك تحدٍّ كبير في التعامل مع الإرهاب في دول فاشلة.

تحديات عالمية

ولفت إلى التهديد الإيراني على المنطقة، مؤكداً أن هناك اتفاقاً نووياً وقلقاً من عناصر الاتفاق وآلية تنفيذه، ويبقى أنه من المهم أن يتم تنفيذ الاتفاق، لأنه يحرم إيران من السلاح النووي لمدة محددة، لكنه أردف: «رغم ذلك، فإن على إيران أن تعلم أنها لا يمكن أن تستمر بدعم الإرهاب».أما بالنسبة إلى روسيا، أكد بانيتا أن بوتين يتصرف بهجومية أكبر في العديد من الساحات، مثل القرم وروسيا والقرصنة الإلكترونية.

وتوقع المدير السابق لـ«سي.آي.إيه» أن تكون الهجمات الإلكترونية ساحة الحروب المستقبلية.

صعود الشعبوية

واستطرد: «يضاف إلى كل هذه التحديات أيضاً ظاهرة صعود الشعبوية الناتجة أساساً عن تحديات اقتصادية وتقلص الوظائف وقضية المهاجرين»، وأضاف أن هذه التحديات ولدت ردود فعل سياسية وحالة من عدم اليقين، وتمثلت على سبيل المثال في فوز دونالد بالانتخابات الرئاسية في أميركا، وكذلك خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

طريقان للمستقبل

وأوضح بانيتا أن هناك طريقين في ظل هذه التحديات، الأول المزيد من عدم الاستقرار، وإما تقدم نوع جديد من القيادة في العالم لتوفير نوع من الاستقرار والقضاء على عوامل الاضطراب، وهذا يتوقف لدرجة كبيرة على السؤال التالي: «هل ستظل الولايات المتحدة قائدة للعالم من أجل التغلب على هذه التحديات؟ الجواب: نعم يجب ذلك»، ودعا إلى تعزيز حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وكذلك دعم التحالف مع دول الخليج.

ولفت بانيتا إلى أن «القادة الحقيقيين لا يتراجعون تحت التهديد، ونحن نعيش في عالم معولم، وهذا يؤثر في مستقبلنا. لا نستطيع أن ننعزل، لكن يجب أيضاً إدخال إصلاحات تجارية واقتصادية وتوفير المزيد من الأمن».

نموذج الإمارات

وأضاف: «الإمارات العربية المتحدة مثال يحتذى بالنسبة إلى المستقبل من حيث الأمن وتوفير الوظائف ونمط الإدارة المتقدم».

وأردف: «إذا كانت هناك قيادة على مستوى العالم مستعدة للمواجهة والمخاطرة يمكن أن نتجنب الأزمات. إذا لم نخاطر ستقودنا الأزمات. القيادة الصحيحة سوف تظهر، لأنه ليس هناك خيار آخر».

إدانة «جاستا»

ودان الرئيس السابق لـ«سي.آي.إيه» قانون ما يسمى برعاية الإرهاب (جاستا)، وعبّر عن اعتقاده بأن هناك مزيداً من الضغوط والدعم من أجل التراجع عن «جاستا» لتوفير الحماية للأميركيين في الخارج.

خبرة ترامب

وصف ليون بانيتا فريق الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه عديم الخبرة، وعبر بثقته برجل واحد في الفريق، وهو وزير الدفاع الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس، وتوقع أن يكون له دور ريادي في الحرب على الإرهاب.

إحباط

قال رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون إنه محبط من الوضع في مدينة حلب السورية الذي ما كان سيصل إلى هذا الحد لو أن العالم تحرك. وأضاف أنه طالب بمهاجمة النظام السوري، لكن مجلس العموم البريطاني صوّت ضد رغبته.

RT Arabic (روسيا اليوم)