نورهان فايد
تاريخ بطولة كأس العالم لكرة القدم ملىء بالتغييرات والتقلبات، بداية من البطولة الأولى التى بدأت عام 1930 فى أورجواى، ونهاية بكأس العالم 2014 التى أقيمت فى البرازيل قبل نحو عامين، ومنذ أن انطلقت البطولة الأولى وتباينت الأنظمة التى تم اختيار الفرق على أساسها وتوزيع الفرق على القارات، وفقاً لعدد الفرق المشاركة فى البطولة، ووفقاً للدول الأعضاء فى الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» وقتها.
وبدأت بطولة كأس العالم بمشاركة 13 فريقاً فقط، عام 1930، ولم يكن هناك نظام للتصفيات، ولكن تم اختيار الفرق بناء على «الدعوات» المباشرة للاتحادات المختلفة، وأدى عدم توافر وسائل المواصلات الحديثة وبُعد المسافة لاعتذار أغلب الفرق لتقام البطولة بـ13 فريقاً من 3 قارات، هى 4 دول من أوروبا ودولتان من أمريكا الشمالية و7 دول من أمريكا الجنوبية، وذلك لقرب المسافة بين الدول المشاركة وأورجواى الدولة المنظمة.
وتم إدخال أول تعديل على عدد الفرق المشاركة فى كأس العالم فى البطولة الثانية التى أقيمت عام 1934 فى إيطاليا، ليرتفع عدد الفرق المشاركة فى المونديال إلى 16 فريقاً للمرة الأولى من 4 قارات فقط، وتمت المشاركة أيضاً عن طريق الدعوات المباشرة، وجاء توزيع الفرق على النحو التالى، 12 دولة من قارة أوروبا، ودولتان من أمريكا الجنوبية، ودولة من أمريكا الشمالية، وأخرى من أفريقيا، وهى مصر التى شاركت للمرة الأولى فى تاريخها. ثم تقلص عدد المنتخبات المشاركة فى البطولة الثالثة فى فرنسا عام 1938 إلى 15 منتخباً فقط، على الرغم من المحاولات لزيادة عدد الفرق عن العدد الذى شارك فى النسخة الماضية، إلا أن المشاكل السياسية فى هذه الفترة والحرب العالمية الثانية تسببت فى فشل زيادة عدد الفرق، وجاءت مشاركة المنتخبات من 3 قارات هى 12 دولة من أوروبا ودولة من كل من قارة أمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية وآسيا.
وبداية من بطولة 1954 المقامة فى السويد بدأ «فيفا» فى وضع الشكل النهائى لبطولة كأس العالم، بمزيد من الاستقرار والوضوح، وبات العدد الثابت للمنتخبات المشاركة 16 منتخباً موزعة على القارات الخمس، ويتم التأهل عن طريق التصفيات.
وظل النظام السابق سائداً منذ عام 1954 ولمدة 28 عاماً، وحتى مونديال إسبانيا 1982، الذى تم إدخال بعض التعديلات عليه ليصبح عدد الفرق المشاركة فى المونديال 24 فريقاً، مقسمة بين القارات، ليدخل لأول مرة نظام التوزيع الجغرافى، وذلك فى جلسة كونجرس «فيفا» التى نظرت شكوى الدول الأعضاء من قلة عدد المشاركين فى المونديال بالنسبة للأعضاء بـ«فيفا»، وجاء التوزيع على النحو التالى، 14 منتخباً من أوروبا عبر التصفيات، بالإضافة إلى إسبانيا المنظمة، وثلاثة منتخبات من أمريكا الجنوبية بخلاف الأرجنتين حامل اللقب، ونالت أفريقيا مقعدين وكذلك قارة أمريكا الوسطى والشمالية، ولأول مرة أصبح هناك ممثل لدول أوقيانوسيا.
وصمد هذا النظام 16 عاماً فقط، قبل أن يتم التعديل مجدداً على عدد الدول المشاركة فى كأس العالم، ويتم رفع عدد المقاعد إلى 32 مقعداً فى مونديال فرنسا 1998، نالت منها أوروبا 14 مقعداً، وحصلت أفريقيا على 5 منتخبات وآسيا على 4، وأمريكا الجنوبية على 4، وأمريكا الشمالية والوسطى 3.
