>الشرقية- فتحية الديب
قرية بنى هلال التابعة لمركز منيا القمح، بمحافظة الشرقية، من القرى التى تتمتع بموقع متميز لقربها من مركزى بلبيس والزقازيق، وتضم 20 ألف نسمة، وبها جميع الخدمات الحكومية، كما أن بها أول وحدة محلية بجمهورية مصر العربية، قام الرئيس الراحل الزعيم جمال عبد الناصر بزيارة القرية ووضع حجر أساس الوحدة المحلية بها فى 3 يوليه 1954، وذلك تخليدا للدور البطولى الذى قام به "أحمد شاش" أحد أبناء عائلة شاش وإبن قرية بنى هلال، والذى استشهد أثناء مقاومته للإنجليز بمنطقة قناة السويس، كمان أن لعائلة شاش موقف مع الشيخ "حسن البنا" المرشد لجماعة الإخوان المسلمين، حيث رفضت العائلة طلبه فى الدعوة معه إلى تكوين جماعة الإخوان.
"اليوم السابع" التقى العمدة "عبد الغنى شاش "عمدة قرية بنى هلال الحالى، والذى روى لنا ذكرياته عن زيارة الزعيم الراحل "جمال عبد الناصر" للقرية وعن موقف عمه "فوزى شاش "مع الإخوانى حسن البنا.
زيارة عبد الناصر ومجلس قيادة الثورة للقرية
ويضيف "عبد الغنى" أن السبب الرئيسى الذى دفع الزعيم الراحل "جمال عبد الناصر" ومجلس قيادة الثورة، لزيارة قرية بنى هلال، هو استشهاد والده "أحمد شاش " وكان فى الثلاثين من العمر، حيث أن بعد أشهر من ثورة يوليو، مازال متبقى آثار لبيوت الاحتلال الإنجليزى بمدن القناة، فتطوع والدى مع عدد من الفدائين، لإخراج الإنجليز من تلك المنازل، واستشهد خلال مقاومته لهم بمنطقة قناة السويس، وترك 3 أطفال صغار وتم تشيع جثمانه فى جنازة عسكرية، ومن هنا أدرك مجلس قيادة الثورة، أن عائلة "شاش "والتى كانت مصنفة بعد الثورة من الإقطاعيين، عائلة وطنية، حيث تطوع أحد أبناء للدفاع عن أهداف الثورة، فقام الرئيس جمال عبد الناصر ومعه مجلس قيادة الثورة فى 3 يوليه سنة 1954 بزيارة عائلة "شاش "وقام بوضع حجر الأساس لأول وحدة محلية بالجمهورية، تقديرا للدوره الذى قام به والدى، كما عقد كبار العائلة مؤتمر شعبى لمجلس قيادة الثورة.
وتابع "عبد الغنى" كان عمرى 5 سنوات أثناء زيارة الزعيم "عبد الناصر" للقرية وسألنى "نفسك تبقى أيه لما تكبر، قولت له نفسى أبقى ضابط عشان أقتل الإنجليز، فقال عبد الناصر، إذن الثورة نجحت".
وبإنشاء الوحدة المحلية بالقرية، تبعها إنشاء جميع مكاتب للجهات الحكومية، لدرجة أن القرية كان بها سينما.
تأسيس جماعة الإخوان المسلمين
ويروى "عبد الغنى شاش "عن كيفة إدراك عمه "فوزى بك شاش" لنية جماعة الإخوان المسلمين فى التطلع لتولى حكم البلاد، وذلك عندما زار الشيخ "حسن البنا" القرية بعد ثورة يوليو وكان معه 300 فرد من الإخوان، وقبل زيارة "عبد الناصر "للقرية، وطلب "البنا" من عمى "فوزى بك شاش "عقد اجتماع بالقرية للدعوة إلى تأسيس جماعة الإخوان المسلمين، فرحب عمى وقام بإعداد واجب الضيافة لهم، وقام بتجهيز الغداء لهم فى سرادق كبير، وعندما طلب عمى من الشيخ "حسن البنا "بتناول الطعام فى السرداق، قال له الشيخ البنا، "جرى أيه يافوزى بيه فين أكل الصفوة، جهز لنا مكان لتناول الطعام، غير الذى فى السراداق، وأحنا نأكل هنا فى السرايا والجماعة تأكل تحت فى السراداق، فرفض عمى وقال له الجميع سوف يأكل معه بعضه، لأنكم جميعا ضيوفى، ومن هنا أدرك عمى، أن الإخوان ليسوا رجال دين بل يسعون إلى الحكم والسياسية، ورفض عمى المرور معه على منازل أهالى القرية، لدعوتهم إلى الإنضمام لجماعة الإخوان.
>
