شبكة عيون الإخبارية

الحياة تغيب 9 ساعات فى «رمسيس والجيزة والعتبة»

عامل: إحنا أفقر ناس فى البلد وبنتبهدل فى كل الأزمات وحارس عقار: الدنيا كلها حالها واقف

كتب : عبدالوهاب عليوة منذ 56 دقيقة

ميادين لا تتوقف فيها الحركة، ليلها موصول بنهارها، زخم لا ينقطع، وطنين لا يتوقف، أصبحت تنام مبكراً ويكسو الظلام أروقتها، يسودها صمت مطبق، بسبب فرض حظر التجول منذ 14 أغسطس الماضى، الذى انعكست آثاره على معظم ميادين القاهرة الكبرى، بحكم موقعها الاستراتيجى الذى يربط بين العديد من الأحياء والمناطق الرئيسية، ويتردد عليها الآلاف من المواطنين لقضاء حوائجهم، سواء من خارج القاهرة أو داخلها.

السوق نايمة وحركة البيع ضعيفة والحل فى رفع الحظر

تشهد هذه الميادين تطبيقاً صارماً لحظر التجول، حيث تتمركز قوات الجيش مدعومة بمدرعات عسكرية على مداخل ومخارج كل ميدان، كما رصدت «الوطن» فى 3 من أكبر ميادين القاهرة الكبرى، عندما تلامس عقارب الساعة الـ9 مساءً، تبدأ قوات الجيش فى إخلاء الميدان ومنع المارة من العبور إليه أو الخروج منه.

يقول «سعد بيومى»، بائع يرقد خلف بضاعته بجوار مدخل محطة المترو المطل على عمارة رمسيس، «الميدان خربان بسبب حظر التجول وأحداث يوم الجمعة قبل الماضى، دفعت قوات الأمن إلى الالتزام بتطبيق الحظر بكل صرامة، حتى ساعات النهار تتوقف فيها عملية البيع، بسبب الوجود الأمنى المكثف لقوات الجيش والشرطة، ما دفع رواد الميدان إلى تجنب النزول إليه، بسبب خوفهم من تصاعد الأحداث فى أى وقت».

وعن عملية البيع والشراء يقول: «الحال واقف والبيع انخفض إلى 10% مقارنة بالبيع فى الأيام التى سبقت فرض الحظر، بينما الآن نكتفى بالجلوس طول النهار بجوار البضاعة، وننام بجوارها ليلا داخل الميدان، لحد ما ربنا يفرجها علينا، خايف الداخلية بعد ماتخلص على الإخوان ترجع تانى تطارد الباعة الجائلين زى ما حصل قبل الثورة».

«أنا مليش دعوة بالحظر، أنت هتشتغل اليوم كله، لو مشيت بدرى ساعتين هحسبلك نصف يوم».. كلمات وجهها صاحب ورشة بشارع الفجالة المتفرع من ميدان رمسيس لفنى خراطة يعمل عنده يدعى خيرى حسن، ينتهى من عمله فى الـ10 مساءً، ويلجأ للسير على قدمه حتى كوبرى غمرة، لكى يتمكن من ركوب سيارات السلام، التى ضاعف سائقوها أجرتها بحجة أنهم يسيرون فى شوارع جانبية هرباً من كمائن الجيش التى تغلق الطريق، ويقول: «ليس أمامى حل تانى غير كده لكى أصل إلى بيتى فى وقت الحظر.. إحنا أفقر ناس فى البلد وأكثر ناس بتتبهدل فى كل الأزمات».

ميدان العتبة المزدحم دائما، يتمدد ويتسع مع اقتراب موعد تطبيق الحظر، يأتى اتساعه نتيجة طبيعية للاختفاء التدريجى للمارة والسيارات العابرة منه، التى تتناقص كلما اقتربت عقارب الساعة من الـ9 مساءً موعد تطبيق الحظر، فى حين يبدأ الباعة الجائلون فى تجميع بضاعتهم المتناثرة على فرشات خشبية منخفضة الارتفاع.

«أيمن فاروق» أحد الباعة، يلملم بضاعته داخل كيس بلاستيك كبير ويقول: «واقف طول اليوم فى الشارع وبعت بـ50 جنيه بس، الناس خايفة تنزل الشارع رغم أن الأوضاع فى العتبة هادئة لأنه سوق تجارى وليس لنا علاقة بالسياسية»، مطالبا المسئولين برفع الحظر والعمل على استقرار الأوضاع حتى تدور عجلة الإنتاج من جديد، قائلا: «إحنا بندفع فلوس لحجز المكان اللى بنقف فيه وتخزين البضاعة، السوق نايم وحركة البيع ضعيفة، والحل أن يرفع الحظر وتتوقف المظاهرات وتعود الأمور إلى طبيعتها».

ولم يكن ميدان الجيزة أفضل حالاً من غيره، حيث خلا من سيارات الأجرة، والمحال تغلق أبوابها، كذلك العشرات من العيادات الطبية المطلة على الميدان، ويقول عبدالرحيم على، حارس أحد العقارات، عن الميدان فى ساعات الحظر «الدنيا كلها حالها واقف.. وهناك بعض المرضى يأتون إلى عيادات الأطباء المغلقة ولا يجدون من يداوى ألمهم».

أخبار متعلقة :

توقف القطارات يرفع أجرة الميكروباص وغلق محطة السادات يخنق «المترو»

«الصيدليات» تعانى بشدة: خسائر فى الأموال.. وربما فى حياة المرضى

الحياة تغيب 9 ساعات فى «رمسيس والجيزة والعتبة»

مقاهى البورصة.. «وقف حال وخراب بيوت»

إلغاء «وردية الليل».. كارثة على السائقين

«الحسين» مغلق لأول مرة.. وأصحاب المحلات يسرّحون العمال

«الوطن » ترصد معاناة «الباحثين عن رزق» فى ساعات الليل ضحايا الحظر

ON Sport