شبكة عيون الإخبارية

نهاية مؤسفة للزوج الطيب

 
وقف المتهمون الثلاثة خلف القضبان يتهامسون ويلتفتون بطريقة مريبة، يشعرون بالحسرة والألم ولكن عذاب الضمير جاء بعد فوات الآوان، فبما يفيد الندم في تلك اللحظات المصيرية التي تحول مجري حياة الانسان الى العذاب والجحيم ، قضية قتل مع سبق الإصرار والترصد تورط فيها هؤلاء المتهمون الذين يقفون خلف الاسوار ينتظرون تطبيق عدالة السماء عليهم ، فما هى الاسباب والدوافع التى دفعتهم للتورط فى قتل المجنى عليه ، تفاصيل القضية شيقة وأحداثها مثيرة للشفقة سنتعرف عليها فى السطور التالية.
 
هند فتاه تسكن فى أحد الأحياء الشعبية التى تنتشر فيها معالم الفقر والجهل، عانت كثيرًا منذ نعومة أظافرها بسبب الحالة المادية المتردية التى يعانى منها أهلها فكانت منذ الصغر تعمل خادمة فى البيوت بأمر من والدها الذى اعتمد عليها فى كسب الرزق. 
 

الحرباء!

هذه المحطة البائسة التى عاشتها هند فى طفولتها كسرت بداخلها كل ما هو جميل وقتلت أيضا براءة الاطفال فكم هو قاسى أن تعمل فى بيت وتخدم أطفالا فى مثل عمرها مرت الايام والشهور والسنوات حتى كبرت وأصبحت أنثى جميلة تتمتع بكل مقومات الجمال والجاذبية لا أحد يراها ولا يغازل جمالها وأنوثتها المعهودة لهذا استغلت هذه المقومات وكأنه رأس مالها الذى طلعت به من هذه الدنيا وقررت البحث عن رجل ثري ينقلها من حياة الفقر لحياة أخرى عاشت حياتها تحلم بها وظلت على هذا الوضع فترة طويلة حتى ساعدها الحظ فى التعرف على رجل يمتلك ورشة صغيرة لتصليح السيارات مجرد ان شاهدها ذاب عشقًا فيها وبدأت تداعب خياله ليلا ونهارا حتى فى أحلامه لم ترحمه لذلك قرر أن يحدد معها ميعادا ليخبرها بمشاعره تجاهها وما إذا كانت تبادله نفس الشعور أم لا، وبالفعل تحجج بكل الحجج الواهية لمقابلتها وفى هذه المقابلة صارحته هى الاخرى بمشاعرها العميقة تجاهه ولم يشعر هذا الرجل بمكر وكذب هند التى هى فى الحقيقة لم تشعر تجاهه بأى نوع من المشاعر العاطفية وتوالت الاحداث بعد ذلك لتزداد حرارة وأكثر سخونة فبعد أيام قليلة تمت خطبة هند على هذا الرجل المسكين الذى لم يعلم أن نهايته ستكون على يد حبيبته التى هام عشقًا فيها منذ الوهلة الاولى فكل ما فكرت فيه هند وخططت له أن يكون هذا الزواج بمثابة معبر للخروج أو الهرب من حياتها البائسة التى عاشت وعانت فيها طوال حياتها، ووسط فرحة الاهل والاصدقاء والاقارب تمت الزيجة فى جو من البهجة والفرحه ، . وبدأت المحطة الثانية والفاصلة فى حياة كل منهما حيث بدأت الزوجة تظهر مشاعرها الحقيقية تجاه زوجها المسكين وغيرت معاملتها معه تمامًا بعد أن فرضت شخصيتها بالقوة على البيت وأصبحت هى الآمر الناهى فى كل شىء مقابل استسلام الزوج الذى لم ينطق بكلمة واحدة أمام جبروت هند، وكانت المفاجأة الثانية الزوجة الجميلة لها عشيق تحبه ومرتبطة به عاطفيا قبل أن ترى أو تتزوج زوجها الحالى المخدوع، كلما سنحت لها الفرصة فى مقابلته لم تتردد لحظة واحدة واستمر الوضع على هذا المنوال فترات طويلة والزوج المسكين لايعلم شيئًا عما يدور خلف ظهره حيث كرس حياته للعمل ليلا ونهارا واتخذ البيت مكانًا للراحة والنوم ولم يشك مطلقًا فى سلوك زوجته التى تعمدت مؤخرًا الهروب والتحجج بشتى الطرق من واجباتها الزوجية.
 

شركاء الشيطان

ومرت الأيام والشهور حتى سئم العشيق من هذا الوضع، وأخبر هند بنيته وخطته الشيطانية فى التخلص من زوجها والاستمتاع بحياتهما بمال الزوج، لم تتردد الزوجة فى الموافقة على هذا الامر ومن هنا أخبر العشيق شقيقه بخطة التخلص من هذا الرجل مقابل مبلغ مالى، وبرر لشقيقه عملته السوداء بكشف سر تفاصيل العلاقة بينه والمتهمة الثانية وبعد موافقة الاطراف كلها على خطة القتل بدأ البحث عن سلاح أو أى آلة حادة لتساعده فى قتل المجنى عليه والتخلص منه مقابل مبلغ مالى وقبل الواقعة بحوالى عشرين يوما ذهب المتهم الاول ومعه "ماسورة حديدية"وانتظر المجنى عليه أمام منزله فى وقت متأخر من الليل لكنها لم تنجح بسبب تغير المجنى عليه لاتجاه خروجه، فقرر أن يخطط مرة أخرى مع زوجته التى أخبرته بميعاد وصوله الى البيت فذهب المتهم الاول والثالث مرة أخرى لمسكن المجنى عليه وبمجرد وصوله الى سلم البيت انقض عليه المتهمان وبحوزتهما سكين حاد وماسورة حديدية وقاما بضربه وطعنه فى جميع أنحاء الجسد المتفرقة فلم يستطع المقاومى وسقط على الارض يلتقط أنفاسه الاخيرة ليفارق الحياة بعدها فى الحال، وبعد التأكد من وفاته استطاع المتهمان الهرب والعودة الى مسكنهما مرة أخرى وبعد الإبلاغ عن الواقعة تمكنت النيابة العامة من ضبط المتهمين وبمواجهتهم أقروا جميعا بارتكابهم الواقعةة بالاتفاق فيما بينهم وعثر بحوزتهم على الهواتف المحمولة المستخدمة كوسيلة اتصال بينهم بتلك الواقعة، أقر المتهمون تفصيليًا بالتحقيقات بارتكاب الجريمة، لذلك أحالت النيابة العامة القضية الى محكمة الجنايات المختصه بدائرة محكمة استئناف القاهرة مع استمرار حبسهم احتياطيًا على ذمة القضية.