أخبار عاجلة

«التوتر والتدخين وزيادة الكولييسترول» من أسباب التسرب الوريد

«التوتر والتدخين وزيادة الكولييسترول» من أسباب التسرب الوريد «التوتر والتدخين وزيادة الكولييسترول» من أسباب التسرب الوريد
75% من حالات التسرب الوريدى تعالجها الأدوية وليس الأجهزة التعويضية

كتب : أ. د. خالد سالم الخميس 20-06-2013 11:47

قبل الحديث عن هذا الموضوع لا بد من شرح التركيب التشريحى للعضو الذكرى الذى يتكون من جزءين، أحدهما سفلى ويسمى الجسم الإسفنجى ويمر به مجرى البول والثانى علوى على هيئة أسطوانة ويسمى بالجسم الكهفى وهو المسئول عن الانتصاب. ويتركب الجسم الكهفى من جدار خارجى سميك يسمى (التيونيكا البوجنيا) ويدعمه من الداخل هيكل دعامى من الألياف، ويملأ تجويف الجسم الكهفى عضلة تشبه الإسفنجة بها تجاويف كثيرة تمتلئ بالدم عند الانتصاب، أما أوردة القضيب التى تسمح بخروج الدم منه فى حالة الارتخاء فتوجد على هيئة رقيقة تقع بين الجدار الخارجى السميك (التيونيكا البوجنيا) وبين عضلة الجسم الكهفى.

أما ما يحدث فى حالة الإثارة الجنسية أن الجسم يقوم بإفراز مادة بداخل القضيب تسمى نيترك أوكسيد تؤدى إلى تمدد عضلة الجسم الكهفى وبالتالى زيادة حجم التجاويف الموجودة بها مما يمكنها أن تستوعب كمية كبيرة من الدم فتؤدى إلى تمدد وانتفاخ العضو الذكرى وزيادة حجمه. كما يؤدى إفراز مادة النيترك أوكسيد إلى تمدد واتساع الشرايين المغذية للعضو الذكرى، مما يؤدى إلى زيادة تدفق الدم إليه فتقوم العضلة باحتجاز هذا الدم داخلها فتتمدد تدريجياً وتضغط على شبكة الأوردة المحصورة بينها وبين جدار الجسم الكهفى السميك، مما يؤدى إلى تناقص خروج الدم من العضو الذكرى وبالتالى حدوث صلابة تدريجية له، وهو ما يعرف بميكانيكية إغلاق الأوردة وهى المسئولة عن حدوث الصلابة للقضيب فى حالة الإثارة الجنسية.

أما عن التسريب الوريدى فهو عبارة عن هروب الدم من الجسم الكهفى عند حدوث الانتصاب، إما فى بدايته فيكون الانتصاب ضعيفا من البداية، أو بعد فترة بسيطة فيحدث ارتخاء عند الاقتراب من الزوجة أو حتى أثناء الممارسة مما يسبب توترا شديدا للزوجين لفساد عملية الجماع بصورة مفاجئة، ومع تكرار هذا الأمر تتوتر العلاقة الزوجية إلى درجة يمكن أن تهدد استمرارها أو يحدث عزوف عن الممارسة ينتهى بالبرود الجنسى..

أما عن أنواع التسرب الوريدى فهما نوعان:

1- وظيفى: نتيجة التوتر الشديد كما يحدث فى ليلة الزفاف أو التدخين بشراهة أو فى حالة زيادة الكوليسترول فى الدم أو نقص هرمون الذكورة وغيرها مما يؤدى إلى نقص إفراز المادة المحدثة للانتصاب (النيترك أوكسيد) وبالتالى لا تتمدد عضلة الجسم الكهفى بصورة كافية تسمح بإغلاق شبكة الأوردة.

2- عضوى: نتيجة حدوث تهتك بجدار الجسم الكهفى كما فى حالة كسر القضيب وهو منتصب، أو نتيجة تهتك بالهيكل الدعامى الداخلى كما فى حالة الممارسات الخاطئة للعادة السرية بثنى القضيب وهو منتصب، أو نتيجة ضعف عضلة الجسم الكهفى بسبب مرض السكر والضغط وتصلب الشرايين أو بسبب المخدرات أو التدخين بشراهة لمدة طويلة.

وأول شىء فى علاج التسريب الوريدى هو التشخيص السليم والتفرقة بين النوعين الوظيفى والعضوى بواسطة جهاز الريجيسكان أو جهاز لايف تك الأمريكى، حيث أن التسريب الوظيفى يتم علاجه بإزالة الأسباب التى يمكن إزالتها مثل التوتر الشديد والخوف من الفشل عند الزفاف (معظم هذه الحالات مرجعيتها الخوف الشديد من الربط حتى أصبحت زيارة الدجالين عادة قبل الزفاف لمنعه أو بعد الزفاف لفكه!!!) أو بزيادة إنتاج مادة النيترك أوكسيد بالعقاقير الطبية كالسنافى والليفترا أو بهرمون الذكورة فى حالة نقصه وغير ذلك من الأسباب.

أما فى حالة التسريب الوريدى العضوى فيتم قياس درجة التسريب وتحديدها، حيث إن التسريب البسيط يمكن علاجه بالعقاقير الطبية مثل التسريب الوظيفى، أما المتوسط فيتم علاجه بالحقن الموضعى وأخيراً التسريب الشديد (لا تزيد نسبته على 10%) فيكون تركيب الأجهزة التعويضية هو الحل الأمثل لمثل هذه الحالة، أما عملية ربط الأوردة فهى فاشلة تماماً وتوقف إجراؤها منذ أوائل التسعينات أى منذ أكثر من عشرين سنة.

أما عن الوهم المتعلق بموضوع التسريب الوريدى فهو أن معظم مرضى الضعف الجنسى يتم تشخيصهم على أن عندهم تسريباً وريدياً بناء على أشعة دوبلكس مشكوك فى سلامتها بنسبة كبيرة وبدون تحديد لنوع التسريب إن كان وظيفياً أم عضوياً وما هى درجة التسريب العضوى إن وجد؟ أما الوهم بأن التسريب الوريدى ليس له علاج مرجعه الفشل الذريع لعملية ربط الأوردة، أما الوهم الآخر بأن التسريب ليس له علاج إلا الأجهزة التعويضية غير صحيح بالمرة لأن الحقيقة هى أن 75% من حالات التسرب الوريدى هى إما وظيفية أو عضوية بسيطة، وبالتالى يتم علاجها بالأدوية بنجاح تام.

DMC