أخبار عاجلة

المصانع تعود لـ«عصر الفحم» بسبب نقص الغاز والكهرباء

المصانع تعود لـ«عصر الفحم» بسبب نقص الغاز والكهرباء المصانع تعود لـ«عصر الفحم» بسبب نقص الغاز والكهرباء
«القومية للأسمنت» تطرح مناقصة بـ120 مليون جنيه لتوريد طاحونة بالفحم.. وخبراء: احتياطى لا يكفى

كتب : محمود الجمل منذ 3 دقائق

يتجه عدد من الشركات كثيفة الاستهلاك للطاقة إلى استخدام الفحم كأحد البدائل اللازمة للتشغيل، فى ظل تناقص إمدادها بالغاز الطبيعى والانقطاع المتكرر للكهرباء، وتبحث الشركة القابضة لكهرباء مصر إنشاء محطة توليد بالفحم، كما تدرس شركة «أسمنت السويس» الآثار البيئية لاستخدام الفحم الذى تفتقر مصر إلى احتياطيات كافية منه، فيما يؤكد خبراء أن الطاقة الحرارية الناتجة منه أقل من الغاز الطبيعى.

واتخذت الشركة القومية للأسمنت خطوات فعلية فى اتجاه هذا الأمر، ويقول رئيسها محمود سعدون لـ«الوطن»: «الشركة تعانى من انقطاع الكهرباء ونقص الغاز الطبيعى، وطرحت مناقصة لتوريد طاحونة فحم تكلفتها 120 مليون جنيه وتبلغ طاقتها 90 طن فحم فى الساعة بهدف الاستغناء عن الغاز الطبيعى بالكامل، وكذلك الكهرباء بنسبة 50% تقريباً»، وأضاف أن السعر العالمى للفحم يصل إلى 100 دولار للطن، ويعادل ذلك تقريباً تكلفة الغاز والكهرباء اللازمين للشركة، وأن الأهم من التكلفة إنقاذ الشركة من التوقف عن العمل.

مصدر فى غرفة مواد البناء باتحاد الصناعات يؤكد الجدوى الاقتصادية من استخدام الفحم فى الصناعات فى ظل مؤشرات تناقص الغاز الطبيعى، ويشير إلى أن مصانع أسمنت تلجأ إلى حرق المطاط، والإطارات كوقود لتشغيلها، وأن الفحم أفضل حتى من الغاز لأنه يتميز باحتوائه على حرارة كامنة عالية، وأن سعر المليون وحدة حرارية من الفحم أقل بكثير من سعرها فى الغاز الطبيعى.

ويقول الدكتور ماهر عزيز، خبير الطاقة والبيئة وتغير المناخ، عضو مجلس إدارة شركة وسط الدلتا لإنتاج الكهرباء، إن الحماية البيئية فى محطات توليد الكهرباء بالفحم بلغت درجة عالية جداً على مستوى العالم، وإن هناك 3 ملوثات رئيسية تصدر أثناء احتراق الفحم فى غلايات هذه المحطات، هى أتربة الفحم العالقة، وأكاسيد الكبريت الناتجة عن عنصر الكبريت الموجود فى الفحم بنسبة تصل إلى 6%، وأكاسيد النيتروجين، وأشار إلى وجود مرسبات ألكتروستاتيكية توضع لتعترض مسار العادم الناتج من احتراق الفحم وتخلصه من الأتربة العالقة بنسبة 99.9%، وقال: «يركب ما يسمى كاشطات الكبريت التى تخلص العادم من أكاسيد الكبريت بنسبة 95%، وبالنسبة لأكاسيد النيتروجين فهناك محولات الحفز الانتقائى مخصصة للتخلص من هذه الأكاسيد، كما تستخدم الحوارق الخافضة لتكوين أكاسيد النيتروجين فى الغلايات لتخليص عادم الفحم منها بنسبة تصل إلى أكثر من 70%».

وحول كميات الفحم وأنواعه فى مصر، تؤكد بيانات الهيئة العامة للثروة المعدنية أن هناك منجماً للفحم فى منطقة المغارة شمال سيناء تبلغ احتياطياته المؤكدة القابلة للاستخراج 21 مليون طن، وغير المؤكدة 50 مليون طن وهو يصنف عالمياً ضمن الفحم متوسط الجودة، إضافة إلى مواقع للفحم من نوعية الطفلة الكربونية التى لا تصلح لمحطات الكهرباء وليس له استخدام حتى الآن ويوجد فى منطقتين بجنوب سيناء، هما «بدعة وثورة»، لكن كميات الفحم من المغارة لن تكفى الاحتياجات المحلية لتوليد الكهرباء وتشغيل صناعات ولا بد من استيراد الفحم.

وتبين تقديرات خبراء أنه حال استيراد الغاز الطبيعى والفحم، فإن متوسط تكلفة المليون وحدة حرارية بريطانية فى الغاز 9 دولارات وفى الفحم 4 دولارت.

DMC