قال المشير عبدالفتاح السيسى حين كان مرشحاً إنه لن يكون له حزب. بمجرد أن أصبح رئيسا بدأ بعض السياسيين يقدمون أنفسهم على أنهم الظهير السياسى للرئيس. بدأوا هذا قبل أن تعلن النتائج. يطلقون التصريحات الآن فى كل منبر. إما أن الرئيس رجع عن كلامه المسبق. قرر أن يكون له حزب. أو أن هؤلاء متطوعون. أو أن الأمر يتم باتفاق غير معلن. لا الرئيس يريد أن يلتصق بهم. ولا هم سيقولون إنهم يتبعون الرئيس.
مثل هذه العلاقات السياسية لا يمكن إخفاؤها. لا يجوز أن تبقى سرية. ليس من حق الرئيس أن ينتمى لحزب. الدستور الجديد يمنع هذا. حتى لو كان ينتمى لحزب قبل الانتخابات. من حق الرأى العام أن يجد كلاما صريحا بهذا. الائتلاف الذى نقرأ أخباره فى الصحف ينتسب للرئيس بشكل أو آخر. لو كانوا هؤلاء رجاله لا ضير فى ذلك. فليقل. هم يقولون إنهم رجاله. يقولون إنهم سيكونون ظهيره. تنسب تصريحات لكل من السادة عمرو موسى. مراد موافى. اللواء أحمد جمال. السفير محمد العرابى. تركيبة تحاول ضم بعض الأحزاب.
السياسة مصالح. منافع شخصية وعامة. يسعى السادة إلى مناصب. حسن الظن بهم يدعونا إلى فهم أن سعيهم هو لتحقيق المصلحة العامة. سعى للإنقاذ. لكن تركيب الوسيلة بهذا الشكل يكون على حساب الصالح العام. ما يحدث الآن هو إعادة إحياء للاتحاد الاشتراكى. كان عبارة عن منظمة يتجمع فيها الجميع. الآن بعد أربعين سنة من فشل الاتحاد الاشتراكى يريدون إعادته. لا أظن أن حب الرئيس السيسى لفترة الرئيس عبدالناصر تعنى أنه يرغب فى عودة الاتحاد الاشتراكى. هذا زمن ولّى. لا يمكن أن يتحول السيد عمرو موسى من الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى الأمين العام للاتحاد الاشتراكى.
ليس هذا تحالفا انتخابيا. هو تأسيس لتنظيم سياسى واحد. فى توقيت لم تتضح ملامحه. لو كنت مكان أى سياسى لابد أن أتريث فى اتخاذ القرار. الانضمام إلى تنظيم مماثل يؤدى إلى خسائر سياسية كبيرة. المصريون لن ينتخبوا أسماء. أين الأفكار التى يتقرر بناء عليها تكوين هذا التحالف. تأسيس هذا التنظيم. كيف يعتقد المؤسسون أنهم سوف يربحون من شعبية عبدالفتاح السيسى لأنفسهم؟ شعبية السيسى له وليست لغيره.
عمل بائس. تصرف غير ديمقراطى. رغبة فى احتكار مقاعد البرلمان لمجموعة أفراد. ليس من أجل اتجاه سياسى. التركيبة بهذا الشكل يمكن أن تعيد الإخوان بعد أول انتخابات. لأن النموذج الذى يستخدمه المؤسسون هو الاتحاد الاشتراكى. فشل الاتحاد الاشتراكى من قبل فى مواجهة الإخوان. تطورات الاتحاد الاشتراكى وصلت بالإخوان إلى الحكم. تجميع الأحزاب الصغيرة فى كيان واحد لا يعنى أنها سوف تصبح كيانا قويا. اتحادا للضعفاء.
