أخبار عاجلة

مصري يسبق العالم في اختراع محطات محمول متنقلة صديقة للإنسان

مصري يسبق العالم في اختراع محطات محمول متنقلة صديقة للإنسان مصري يسبق العالم في اختراع محطات محمول متنقلة صديقة للإنسان
"سند": رغم قلة الإمكانيات إلا إننا نجحنا بعون الله في تحدي كل الظروف وخرجنا بهذا الاختراع

كتب : الأناضول منذ 20 دقيقة

حصل محمد سند، الأستاذ بكلية الهندسة جامعة القاهرة، على الكثير من براءات الاختراع التي حملت اسمه كمواطن أمريكي، وذلك أثناء عمله بالولايات المتحدة الأمريكية، لكن اختراعه الجديد محطة جديدة متنقلة لتقوية إرسال الهاتف المحمول صديقة للبيئة، يحمل قيمة خاصة في نفسه، كونه الاختراع الذي يحمل اسمه كمواطن مصري.

وعمل سند، لسنوات في الولايات المتحدة الأمريكية كمدير للأبحاث في إحدى الشركات التي تنتج الهاتف المحمول، وكان هو أيضا صاحب الاختراع الذي ساهم من خلاله قبل سنوات في تطوير تكنولوجيات إنتاج الهاتف المحمول بإدخال "إيريال" (هوائي) الهاتف إلى داخله بعد أن كان يوجد خارج الهاتف ويسبب الكثير من الأمراض أخطرها أورام بالمخ.

وعلى قدر أهمية هذا الاختراع، الذي وضع اسم "سند" كعالم أمريكي في صدارة علماء هندسة الاتصالات، كان هناك تحدٍ لديه أن يكون هناك اختراع لا يقل أهمية بل يزيد، يحمل اسمه كعالم مصري بعد عودته من الولايات المتحدة للاستقرار في ، فكان اختراع "محطة الهاتف المحمول" الذي حصل به على "براءة اختراع" مؤخرا من أكاديمية البحث العلمي في القاهرة.

وكشف "سند"، عن تفاصيل هذا الاختراع الذي يحقق العديد من المزايا أبرزها أن هذه المحطة يمكن أن تكون متنقلة من مكان لآخر، لأن وزنها خفيف وسعرها رخيص لا يقارن بالمحطات التقليدية.

ويمثل عنصر الوزن والقيمة السعرية أهمية كبيرة، يؤكد عليها العالم المصري من خلال الإشارة إلى الحوادث التي شهدتها الولايات المتحدة بسبب ثقل وزن محطات المحمول، والتكاليف الكبيرة التي تتكبدها الشركات لإنشاء محطة محمول.

وقال سند، "خلال الأربع أعوام الماضية توفي في أمريكا 50 شخصا أثناء تركيب محطات المحمول لثقل وزنها الذي يزيد عن 100 كيلو جرام، كما تكبدت الشركات مبالغ ضخمة لإنشاء المحطات، في حين أن المحطة الجديدة تبلغ تكلفة إنشائها ما قيمته 10% فقط من تكلفة المحطة التقليدية ولا يزيد وزنها عن 10 كيلو جرام".

ومن الميزة الشكلية الهامة، إلى ميزة المضمون يتحدث العالم المصري عن ميزة هامة للمحطات الجديدة، وهي أنها تتعامل مع كل أجيال الهواتف، كما أنها تصلح لكل الشركات.

وتظهر قيمة هذه الميزة، كما يوضح العالم المصري، عند رغبة شركات المحمول في إدخال تطبيقات الجيل الرابع من الهواتف، إذ يتعين عليها تغيير المحطات حتى تتعامل مع الجيل الرابع، وهو ما يساهم الاختراع الجديد في علاجه حيث يمكنه التعامل مع كل الأجيال، وكل الشركات.

وتمهد المزايا السابقة لميزة هامة يشير إليها سند، وهي أن المحطات الجديدة صديقة للإنسان، وتعالج مشكلة الأضرار الصحية للمحطات التقليدية.

وقال "نحن لا نتعرض لأضرار محطة واحدة تابعة لشبكة ما من شبكات المحمول، بل إن أضرار المحطات التابعة لكل الشركات تتجمع في أجسامنا، والاختراع يعالج هذه المشكلة لأن المحطة الجديدة تتعامل مع كل الشبكات، ومن ثم سيكون لدينا محطة واحدة لكل الشبكات".

وتابع " يساهم في الأثر الصحي للمحطة، أن ارتفاع ثمن المحطات يجعل الشركات تقلل من أعدادها وتستخدم طاقة عالية جدا في كل محطة لتغطية المنطقة، وهو ما يسبب أضرارا صحية نتيجة لحجم الطاقة الكهرومغناطيسية الكبير المنبعث من هذه المحطات، ولكن عندما يكون السعر رخيصا والمحطة يسهل إنشاؤها وهي الميزة التي يوفرها الاختراع الجديد يمكن وضع أكثر من محطة لتغطية نفس المنطقة، ومن ثم نقلل من طاقة المحطة الواحدة فتقل أو تنعدم أضرارها الصحية".

كل هذه المزايا كانت حافزا لمستثمرين عرب وأجانب إلى طلب تنفيذ هذا الاختراع في بلادهم، غير أن العالم المصري أراد الحفاظ على الهوية المصرية لاختراعه، فرفض عرضا سويسريا، ووقع عقدا الأسبوع الماضي مع شركة اتصالات مصرية للخروج بالاختراع إلى دائرة التطبيق العملي.

هذا النجاح الذي حققه العالم المصري يطمح أن تنتقل عدواه إلى الطالب المصري، ويقول سند " أنا لم أغادر أمريكا واستقر في مصر، ليس فقط من أجل إنتاج منتجات تحمل اسم مصر، ولكن أيضا لتخريج أجيال من المهندسين المبدعين".

ويضيف " مشكلة التعليم الهندسي في مصر أنه لا يزال أسير نظم تعليمية عقيمة قائمة على نماذج الامتحانات وحلولها، ووظيفتي أن أخرج الطالب من هذا القالب إلى قالب التفكير المبدع ".

وعاد العالم المصري للوراء قليلا عندما قرر أن يترك أمريكا التي يحمل جنسيتها ويعود لمصر، حيث حاول كثيرون إثنائه عن تلك الخطوة بدعوى أن المناخ في الجامعات المصرية غير مهيء لمساعدتهم على البحث والابتكار، وكان رد العالم المصري عليهم: " إن لم نأخذ نحن زمام المبادرة ونحاول مساعدة الجامعات المصرية، فمن سيفعل ذلك".

واليوم يشعر سند أن قراره كان صائبا، وهو ما عبر عنه بقوله "رغم قلة الإمكانيات إلا إننا نجحنا بعون الله في تحدي كل الظروف وخرجنا بهذا الاختراع الذي سيمثل في الأيام المقبلة علامة فارقة في تاريخ تكنولوجيا الهاتف المحمول".

DMC