أخبار عاجلة

| مصابو تفجير القاهرة يروون لـ"الوطن" التفاصيل: إحنا عساكر غلابة بندفع تمن غلطات الناس

بالفيديو| مصابو تفجير القاهرة يروون لـ"الوطن" التفاصيل: إحنا عساكر غلابة بندفع تمن غلطات الناس | مصابو تفجير القاهرة يروون لـ"الوطن" التفاصيل: إحنا عساكر غلابة بندفع تمن غلطات الناس
أحد الناجين من الانفجار: سيارة مجهولة وقفت أمام المديرية ووقع الانفجار فور دخولي لإخبار الضابط

كتب : هبة مدين منذ 5 دقائق

إصابات أخفت الملامح، سحجات تشوه الأجساد، أسر تصطف بجوار بعضها داخل مستشفى الشرطة.. هنا يرقد مصابو حادث تفجيري مديرية أمن القاهرة والبحوث، فيما استقرت جثامين شهداء الحادث بداخل مشرحة زينهم.

البداية عندما شاهد مجند استعلامات مديرية الأمن، سيارة مجهولة تستقر أمام أبواب مديرية أمن القاهرة، يسرع في الخروج لإبعادها عن محيط المديرية، فتحدث الكارثة، انفجار يرج أنحاء المكان، جدران تسقط، أسقف تنهار، وزجاج نوافذ وأبواب المديرية تتحطم، فوق رؤوس العساكر.

لم يدرِ "محمد فتحي" أمن الاستعلامات بنفسه سوى داخل مستشفى الشرطة، مصابًا بكسر في الجمجمة، وكدمات متفرقة بالجسم، وفتح في الشفة، وكسر في الذراع، يسترجع مشهد التفجير في لحظات، قائلا لـ"الوطن": "لسه بنحاول نطلع من الاستقبال علشان نشوف العربية المجهولة اللي ظهرت في الكاميرات، حصل التفجير، 3 تفجيرات حصلت ورا بعضها داخل المديرية"، قبل أن يغيب فتحي عن الوعي شاهد المجندين متراصين بجوار بعضهم، الدماء تسيل في كل مكان، وآخر ما يتذكره، جثمان اثنين من العساكر حاول مساعدتهما للخروج، لكن دون جدوى، حيث استشهادا إثر الانفجار.

أحد المصابين: الحيطان كلها وقعت علينا.. كلنا في أوضة واحدة بننزف دم

"حسبي الله ونعم الوكيل، إحنا بنشيل مسؤوليتنا للسيد الوزير، بنقوله إنت اللي بإيدك تحل الدنيا بحالها، لا في إيدنا ولا في إيد الشعب، إحنا ضحايا وبندفع الثمن"، أيقن "فتحي" خلال حديثه لـ"الوطن" أن الثمن الذي يقدمه فداء لبلاده ثمين، مقابل أخطاء جماعة حُسب أعضاؤها على الجنسية المصرية، لم تغلق العزيمة بابها في وجه العساكر الذين لا حول لهم ولا قوة، فمازال لديهم إصرار على الوقوف من جديد، وتكملة المشوار، "إحنا عساكر غلابة مش بإيدنا حاجة، بندفع تمن غلطات ناس كتير، حسبي الله ونعم الوكيل، وهنقوم ونقف تاني على ونوقفهم، ومش هنرجع ولا نخيب أبدا لحد ما نموت، هنفضل واقفين ونحاربهم".

يرقد المقدم "وائل فريد" بأحد غرف مستشفى الشرطة، أثار كدمات وجروح تغطي وجهه، تقف زوجته وطفلته التي لم تتعد الـ3 سنوات بجوار سريره، "حسينا بانفجار غريب، سقف الأوضة وقع على رجلي، محستشي بنفسي غير وأنا هنا، الحمد لله"، هكذا يسرد "وائل" لـ"الوطن" الأحداث التي عاشها بتفجير مديرية الأمن، إرهاق وتعب شاق يسيطر على مجندي مديرية أمن القاهرة، يذهبون لإراحة أجسادهم بعد إنجاز أعمالهم، وما أن يغفلوا حتى يفيقهم صوت التفجير، "كنا نايمين وصحينا على صوت الانفجار حوالي الساعة 6، الحيطان كلها وقعت علينا، مكناش شايفين أي حاجة، كنا شايفين الدنيا سودة، كلنا كنا في أوضة واحدة، بننزف دم"، هكذا يحكي "صديق محمد عوض" أحد المجندين المصابين لـ"الوطن"، تعالت أصواتهم لطلب المساعدة، لكن صوت الانفجار الضخم رج أنحاء المنطقة، ما أدى إلى قدوم الأهالي للمساعدة في حمل المصابين إلى المستشفيات.

بعد إجازة قصيرة بين أفراد عائلته بالفيوم، عاد "عاطف محمد عبد العال" إلى عمله بمديرية أمن القاهرة، في السادسة من صباح اليوم، ليصطدم بسيارة مجهولة تقف أمام أبواب المديرية، يفحصها للتأكد من وجود سائقها لإبعاده عن المحيط، لكن لا أحد يوجد بداخلها، يسرع في الدخول لإخبار أحد المسئولين بالوردية الليلية، وعبر كاميرات المراقبة تأكد أحد الضباط المسئولين، وما أن يخرج من مكتبه حتى يقع الانفجار، هكذا سطر "عاطف" لـ"الوطن" روايته عن الحدث، سحابات من الغبار تسيطر على المديرية من الداخل بعد سقوط الأسقف والجدران إثر الانفجار، حاول "عاطف" الخروج رغم انعدام الرؤية، حتى وصل إلى البوابة، ليصدمه مشهد جثة "الصول" غارقا في دمائه.

عنبر يضم مجموعة كبيرة من المجندين، ذهب الجميع إلى النوم بعد إنجاز عملهم في الرابعة فجر اليوم، حتى يهز انفجار ضخم أرجاء المكان "أول تفجير قدام العنبر بتاعنا، الأربع جدران فوقنا، وبقينا نطلع من بينهم، جثث زمايلنا كانت مرمية في كل مكان"، هكذا يقول أحد المجندين المصابين لـ"الوطن"، وبشهادة المصابين لم يقع تفجير واحد داخل مديرية أمن القاهرة، بل 3 تفجيرات، أحدهم أمام البوابة الرئيسية حيث تواجدت السيارة المجهولة، والآخر داخل المديرية، فيما هز تفجير الدور الثالث حيث يتواجد عنبر مبيت العساكر، حسب رواية المصابين.

"شوفنا 5 عساكر ميتين ومصابين كتير"، هكذا يروي أحد المصابين، بعد أن استطاع أن يخرج من بين الجدران، ودماء زملائه، ليصطدم بجثامين العساكر تملأ الطرقات، بين موتى ومصابين، حتى سمعوا صوت أهالي المنطقة يتوافدون لتقديم المساعدة، حتى أوقفهم صوت الطلقات النارية، التي دفعتهم إلى الرجوع مرة أخرى حتى قدوم الإسعاف، "الناس دي بتعمل معانا كده ليه، المرة دي طلعنا وسلمناها لله، المرة الجاية هنموت".

DMC