كتب : عمرو عز الدين منذ 7 دقائق
قال الإعلامي باسم يوسف إنه من الصعب تقديم برنامج ساخر حاليا، لأن المناخ العام يشوبه كثير من التوتر، مؤكدا على وجود الكثير من الخلافات العائلية و"وقوع حالات طلاق بسبب الاختلافات السياسية، وبالتالي ليس من المستغرب ألا تكون هناك مساحة للكثير من الكوميديا حاليا، فالسبب اجتماعي في الأساس".
وأكد باسم يوسف في حواره أجراه مع المذيع الإنجليزي جيريمي باكسمان، في برنامجه Newsnight الذي تذيعه هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أنه من الصعب أن يستمر في تقديم برنامج ساخر في ظل الكثير من التوتر والعنف والذعر، موضحا "حتى يتقبل الناس الفن الساخر، يجب أن يكونوا أكثر راحة، أما إذا كان هناك الكثير من الخوف والغضب، فإن ذلك يجعل تقبلك للمنطق، ناهيك عن السخرية، مهمة صعبة".
لم تكن البرامج الساخرة موجودة في عهد "مبارك" وواجهنا صعوبات من مستوى آخر مع "الإخوان"
وردا على سؤال حول أي عهد سياسي كان الأسهل تقديم برنامج ساخر من خلاله، قال يوسف إنه في عهد مبارك، "لم تكن البرامج الساخرة موجودة من الأساس، أما في المرحلة الانتقالية وفي عهد مرسي، فقد ترك هذا الباب مواربا، وكانت هناك صعوبات في عهد الإخوان، لكنها صعوبات في مستوى آخر، أما الآن فإن الناس يزدادون قلقا حيال ما يحدث، وهذا هو التحدي الأساسي الذي نواجهه، كيف نجعل الناس يضحكون؟".
من ناحية أخرى أوضح يوسف أن وظيفته حاليا هي أن يجعل الناس يتقبلون النقد بصدر رحب، مضيفا: "أتمنى أن أقول للناس إنه ليس هناك مانع من أن نسخر من أنفسنا، وأنه من الطبيعي أن نسخر من حكوماتنا حتى وإن كنا نؤيدها، فالبرامج الساخرة طريقة للتعبير عن الرأي بحرية وهي أفضل بكثير من إلقاء قنابل المولوتوف على بعضنا البعض".
وأكد باسم يوسف أن الصورة في القاهرة ليست قاتمة بالصورة التي تبدو في وسائل الإعلام، "ففي نشرات الأخبار ينقلون الاشتباكات فقط، لكن الناس يذهبون إلى أعمالهم، وما زلنا نذهب إلى المقاهي والمطاعم ومسارح السينما، بالطبع هناك بعض الاضطرابات في الشارع ولكن الحياة تستمر، وكما قلت من قبل، التحدي الذي نواجهه هو رسم الضحكة على وجوه الناس فمن الصعب إقناع الناس أن يسخروا من أنفسهم".
نعيش في مصر مسلسلا دراميا وسوف نستمر في تقديم المفاجآت للعالم
وحول سؤال باكسمان إن كانت محاولة رسم الضحكة ناتجة عن اليأس أم هو تفاؤل بالمستقبل، أجاب يوسف أنها مزيج من الاثنين، "فإذا استطعت أن تجعل الناس يضحكون على ما يمرون به فهذا يتضمن الكثير من التفاؤل وهو سبب كاف لتكون متفائلا، أما إن كان هناك البعض سواء ممن يعملون في الإعلام أو من في المشهد السياسي لا يريدون ذلك، فلا أعتقد أن النتيجة ستكون جيدة. وبالتالي عليك أن تستمر فيما تعمله لتؤكد على ضرورة أن نسمح بأن نسخر من كل شئ حتى الأمور التي تقلقنا، وهذا بالتأكيد خطوة للأمام".
وعن رؤيته لما سوف يحدث في مصر على الصعيد السياسي، قال يوسف إن هذا السؤال ستجيب عنه الأيام، "فقد تعلمت على مدار الأعوام الثلاثة الماضية أن مصر بلد يصعب توقع ما سيحدث فيه، دائما أقول إننا في هذا البلد نعيش كأبطال مسلسل درامي نقدمه للعالم، دائما هناك شيء درامي يحدث، فاليوم لدينا رئيس، واليوم التالي ليس لدينا رئيس، وكانت توجد قوة سياسية ثم ذهبت، ما أعنيه هو أن المصريين مثيرون للإعجاب وأعتقد أننا سنستمر في تقديم المفاجآت للعالم، وسنستمر في تقديم مواد جيدة ليتم استخدامها في نشرات الأخبار".
