«الوطن» ترصد استعدادات ضرب «جبل الحلال»: الجيش سيستخدم «الكماشة».. والإرهاب يحتمى بـ«الألغام»

«الوطن» ترصد استعدادات ضرب «جبل الحلال»: الجيش سيستخدم «الكماشة».. والإرهاب يحتمى بـ«الألغام» «الوطن» ترصد استعدادات ضرب «جبل الحلال»: الجيش سيستخدم «الكماشة».. والإرهاب يحتمى بـ«الألغام»
الهجوم سيبدأ بقصف جوى وإنزال للصاعقة والعمليات الخاصة فوق بؤر الإرهاب داخل الجبل

كتب : محمد مقلد منذ 9 دقائق

أكدت مصادر أمنية مسئولة بدء العد التنازلى لاجتياح قوات الجيش والشرطة جبل الحلال بوسط سيناء، وإنهاء «أسطورة» ذلك الجبل الذى يؤوى جماعات إرهابية ومئات المطلوبين الجنائيين، مؤكدة أن هدف العمليات التى تنفذها قوات الجيش حاليا وسط وغرب سيناء، هو إطباق «الكماشة» على التكفيريين وتجميعهم فى الجبل، لتكون العملية العسكرية القادمة «المسمار الأخير فى نعش الإرهاب».

وأوضحت المصادر أن الأجهزة الأمنية تطارد حاليا العناصر الإرهابية فى مدن شمال سيناء، للقبض على من تصل له أيديهم وترك الباقين للهروب لجبل الحلال لمحاصرتهم بداخله والقضاء عليهم بضربة عسكرية واحدة كما حدث عام 2005 عقب حادثة تفجيرات طابا وشرم الشيخ، فيما أكد أهالى منطقة وسط سيناء أن معظم القيادات التكفيرية والإرهابية لجأت للاختباء بالجبل عقب تشديد الخناق عليهم بمدن شمال سيناء الثلاث العريش والشيخ زويد ورفح. وكشف مصدر عسكرى أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد حملة مداهمات وتمشيط كامل لمناطق وسط وغرب سيناء، مع تشديد الإجراءات الأمنية على الحدود والمنافذ التى تربط سيناء بالمحافظات المجاورة لضمان عدم هروب أى من العناصر الإرهابية من سيناء. وأكد المصدر أن حملة المداهمات وتمشيط وسط سيناء ستطوق مركز الحسنة، خاصة قرى بغداد والقسيمة والجفجافة والريسان وممر الجدى وغيرها، إضافة إلى تمشيط مناطق بئر لحفن ورأس النقب بنخل، وذلك بالتزامن مع فرض إجراءات أمنية مشددة من قوات الجيش الثالث الميدانى على الطرق والمنافذ التى تربط شمال سيناء بجنوبها، والتى تربط سيناء بالمحافظات المجاورة، ولاسيما محافظة السويس، حيث فرضت القوات إجراءات تأمينية وتفتيشية صارمة على نفق الشهيد أحمد حمدى، ومعدية حى الجناين، كما كلفت قوات حرس الحدود والبحرية المصرية بتأمين شواطئ خليج السويس، ومنع مرور أى مراكب منه إلا بعد خضوعها لتفتيش صارم، والقبض فوراً على أى عناصر يشتبه فيها.

حملة موسعة لمداهمة أوكار الإرهابيين لإجبارهم على التجمع بالجبل قبل ضربه.. وجهادى: الإرهابيون طوقوا «الحلال» بالعبوات الناسفة والألغام

وحول الصعوبات التى تواجه عملية مداهمة الجبل، قالت مصادر أمنية وقبلية وخبراء إن العملية ليست بالأمر السهل، فى ظل تضاريس الجبل الوعرة وهروب أكثر من 2000 إرهابى للجبل، ما يجعل مداهمته أشبه بالمعركة الحربية المحفوفة بالمخاطر.

وأكد مصدر أمنى رفيع بمدن القناة أن قيادات الجيش والشرطة تعلم جيداً أن اقتحام جبل الحلال الآن يختلف بكل المقاييس عن حملة 2005، التى حققت خلالها الأجهزة الأمنية نجاحا بقتل واعتقال أعداد كبيرة من العناصر الإرهابية، موضحاً: الآن الوضع يختلف نظراً إلى كمية الأسلحة الحديثة والذخائر والمواد المتفجرة التى حصلت عليها جماعات الإرهاب فى عهد محمد مرسى، وهو ما يؤكد أن اقتحام الجبل لن يحقق نجاحا إلا بدارسة متأنية، والاستعانة ببعض مشايخ القبائل، لكشف الطرق الوعرة والمدقات الجبلية للقوات حتى تتمكن من تفادى أى عبوات ناسفة أثناء عملية الاقتحام.

وكشف المصدر أن الأجهزة الاستخباراتية لديها معلومات حول نية العناصر الإرهابية لزرع كميات كبيرة من عبوات ناسفة وألغام، تنفجر بمجرد المرور عليها، وعدم الاعتماد على التفجيرات عن طريق «شرائح هواتف المحمول» تحسبا لقيام الأجهزة الأمنية بقطع الاتصالات.

وبخصوص الخطط المقترحة لاقتحام الجبل، أكد المصدر الأمنى أن الأقرب أن تعتمد قوات الجيش والشرطة على قصف الجبل بالطائرات وذلك بالتزامن مع عملية إنزال موسعة لقوات الصاعقة والعمليات الخاصة، فوق بؤر الإرهاب داخل الجبل. وشدد المصدر على ضرورة أن يتوخى قائدو الطائرات الحذر عند قصف الأهداف، خاصة أن عناصر الإرهاب بالجبل تمتلك قذائف وصواريخ مضادة للطائرات.

من جانبهم أكد خبراء أمنيون ومصادر قبلية أن عملية اقتحام الجبل هذه المرة تختلف بصورة كبيرة، عن اقتحامه فى 2005، وكشف جهادى سابق بسيناء أن قيادات الجماعات التكفيرية يتوعدون القوات وينتظرون الاقتحام لإلحاق الخسائر بها.

وأكد شهود على مداهمة الجبل خلال عام 2005 من أهالى شمال سيناء أن قوات الأمن نجحت آنذاك فى إيقاف مفعول ما يقرب من 10 ألغام، أما عن تضاريس الجبل فقال جهادى سابق من سيناء إن «الحلال» يشبه جبال «تورا بورا» الأفغانية، ويبلغ ارتفاعه حوالى 1600 متر، وعمقه 65 مترا، ومساحته تصل إلى 140 كيلو مترا، ما يزيد من تعقيد تضاريسه التى لا يعرف خباياها إلا البدو القاطنون بالمنطقة.

وأوضح الجهادى السابق أن الجبل يحتمى به حاليا ما يقرب من 2000 عنصر تكفيرى مسلحين، بجانب نحو 1200 جنائى هاربين من صدور أحكام قضائية ضدهم، ومعظمهم من تجار مخدرات وسلاح، وأصبحوا جميعا فريقا واحدا ضد الجيش والشرطة.

وحذر الجهادى قوات الجيش والشرطة من اقتحام جبل الحلال دون الاستعانة بالبدو من دارسى منطقة جبل الحلال والطرق والمدقات المحيطة به، لإرشادهم، كما طالبهم بالحذر من المسلحين الذين يعتلون قمم الجبال، مذكرا بما حدث مع القوات خلال اقتحام الجبل فى 2005. وأكد المصدر أن التكفيريين يسعون لإجبار قوات الجيش على الاكتفاء بضرب الجبل بالطيران، معتقدين أن ذلك لن يؤثر فيهم لقيامهم بحفر مغارات على أعماق كبيرة داخل الجبل، محذرا من أن الجماعات الإرهابية تتمنى أن تقوم قوات الجيش والشرطة بحملة مداهمات حتى تستقبلهم تفجيرات، لم يسبق لها مثيل على أرض سيناء، ستحقق خسائر بالجملة فى صفوفهم، وهو ما يعتبره العناصر الإرهابية انتصارا لهم.

ON Sport