د.هادي الخضري لـ «الأنباء»: أنصح بإجراء 4 أنواع من التحاليل لكشف دهنيات الدم في بداية سن الثلاثين

حقق مختبر مستشفى رويال حياة اعتمادا دوليا من الكلية الأميركية لعلوم المختبرات، بصفته مختبرا حقق معايير عالية للتميز والجودة وأصبح ضمن 7000 مختبر في العالم، و47 في الشرق الأوسط يحقق هذا الاعتماد. «الأنباء» التقت د.هادي الخضري رئيس قسم المختبرات في مستشفى رويال حياة، والحاصل على دكتوراه في التحاليل الكيميائية والاكلينيكية حيث أكد ان التحاليل الطبية جميعها تحتاج شروطا متقدمة من مكان مجهز وفني متدرب، وأجهزة حديثة ولا توجد تحاليل معقدة وأخرى بسيطة، ونصح بإجراء تحليل دهنيات الدم عند بداية سن الثلاثين، إضافة الى أربعة أنواع من التحاليل الأخرى الضرورية في هذه السن للكشف عن الحالة الصحية.

وشدد د.الخضري على أهمية ان يقتنع المريض بضرورة إجراء كشف دوري وتحاليل دورية يجريها في جميع مراحل عمره، مشيرا الى ان هناك تحاليل خاصة للنساء، وأخرى للرجال وثالثة للأطفال. وحول الخطط المستقبلية أكد ان المختبر يسعى ليكون مختبرا مرجعيا في علم فحص الأنسجة لمعظم المختبرات في الكويت، فإلى تفاصيل اللقاء:ما الذي دفع الكلية الأمريكية لعلوم المختبرات الى منح مختبر مستشفى رويال حياة الاعتماد؟

٭ الكلية الأمريكية لعلوم المختبرات هي منظمة غير هادفة للربح، وهي عبارة عن مجموعة من المختبرات، مجتمعة كلها على أساس توفير معايير معينة لكيفية عمل المختبرات وهذه الكلية الأمريكية لعلوم المختبرات تشرف الآن على حوالي 7000 مختبر في الولايات المتحدة بمعنى ان الترخيص المهني لأي مختبر يجب ان يكون معه اعتماد الجودة.

هل لك ان تحدثنا عن كيفية اشتراككم في الاعتماد الدولي؟

٭ بدأنا بتقديم طلب، نحدد فيه عدد الأطباء في المختبر، وعدد الفنيين ونوعية التحاليل التي تجرى به، وعلى حسب المستشفى هل هو خاص ام عام وتنوع التحاليل، أرسلوا لنا قائمة من البرنامج فكل مختبر مقسم الى نوعين، جزء اكلينيكي، وهو الذي يتعامل مع الدم والبول والبراز وسائل النخاع، الجزء الآخر يتعلق بالأنسجة والخلايا وهو الذي يتعامل مع أي جزء يخرج من جسم الإنسان، حتى اذا كان إزالة اللوزتين أو إزالة الكبد أو المرارة فأي عضو يخرج من جسم الإنسان يجب ان نفحصه لنرى هل هو حالة مرضية أو شيء طبيعي سواء كان حميدا أو ورما غير حميد.

وعلى أساس الأقسام التي تعمل في المختبر يرسلون لنا كتيبا لكل قسم، نتعامل مع هذا الكتيب منذ بداية وصول المريض لنضمن التعرف عليه بطريقة صحيحة والمعايير التي يجب ان نتبعها لنتعرف عليه، فيجب ان نتعرف عليه باسمه وتاريخ ميلاده أو اسمه ورقمه المدني أي يكون على الأقل نوعا من التعريفات لنتأكد من انه هو المريض لأننا سنسحب دما ليس 3 أو 5 ملي فأي شيء سيؤثر في المريض، سواء كان مريضا أو شخصا يريد ان يجري فحصا لدمه.

تميز المختبر

بماذا يتميز مختبركم؟

٭ نحن أول مختبر خاص في مستشفيات الكويت حاصل على الاعتماد من الكلية الأمريكية لعلوم المختبرات، ونحن واحد من سبعة وأربعين مختبرا في الشرق الأوسط، ودول مجلس التعاون.

ما يميز مختبرنا انه لدينا معايير عالمية جدا لتتبع العينة من بداية حضور المريض الى ظهور النتيجة وفي الوقت نفسه لدينا معايير أخرى عبارة عن مؤشرات تقاس يوميا، وشهريا وربع سنويا، بحيث تدل على ان كل شيء يسير بصورة صحيحة.

نحن المختبر الوحيد في المستشفيات الذي يملك الاعتماد فالفنيون لدينا مدربون تدريبا عاليا وطبقا لهذه المعايير يدخل الفني كل شهر في نوع معين من التجديد العملي لما يحدث حولنا فعلم المختبرات نجده كل يوم في جديد فربما هناك اكتشاف جديد أو نوع من التحاليل أو الاختبارات تم اكتشاف فوائد أخرى لها، فيبدأ اختصاصها في التوسع فهناك اختبارات بدأت على انها ستفيد نوعا معينا من المرضي واكتشفنا انه يمكن ان نتتبع بها أمراضا معينة ويمكن ان نتتبع بها درجة شفاء المريض، فبالنسبة لنا المريض أهم شيء فلا ننظر له على انه انبوبة اختبار بل انبوبة الاختبار بالنسبة لنا عبارة عن مريض بعيدا عن أهله في المستشفى ويحتاج الى الشفاء السريع، ونتيجته تصل له في الزمن الذي حددناه فلدينا الجودة، ودقة المواعيد والالتزام بالمعايير.

معايير التحاليل

هل هناك تحاليل معينة تجرى في مختبركم ولا تجرى في المستشفيات الأخرى؟

٭ أنواع التحاليل العامة معروفة في كل مكان ومركز قوتنا كلها في المعايير التي نجريها.

عمل المختبرات عموما يجب ان يكون متعاونا سواء بين الذين يعملون داخل المختبر أو التعاون مع مختبر آخر لأن المختبرات دائما تعتمد على القياس فإذا ذكرت انني أفضل من الآخر فيجب ان يكون لدينا نحن الاثنان نفس الأجهزة ونعمل على نفس المعايير فالمسألة ليست آلات وفنيين موجودين، بل هي معايير وإجراءات نسير عليها، لنضمن ان تصل النتيجة للمريض بطريقة آمنة بمعنى لا أسحب كمية دم كبيرة لا أحتاجها وفي نفس الوقت لا أؤخر النتيجة على المريض وكذلك النتيجة التي تظهر يجب ان أدرك معناها وقيمتها فالنتيجة مثلا أظهرت رقما لا يعني للمريض شيئا، لكن بيني وبين الطبيب يعني الكثير، فيجب ان يكون لدي القدرة على الدفاع عن هذا الرقم وأؤكد انه رقم صحيح فهذه المعايير والإجراءات اتبعتها لأحافظ على النوعية.

فنيون مدربون

فهذه يمكن ان تجرى من نوبة دوام الى نوبة أخرى في اليوم الواحد وتتكرر في الاسبوع مرتين أو ثلاثا، وهي معايرة المحاليل والأجهزة فما يميزنا ان لدينا فنيين مدربين تدريبا عاليا جدا وفي نفس الوقت ليسوا مجرد فنيين واقفين على موائد الاختبار يضعون العينة من هنا ويخرجونها من مكان آخر.

ما أهمية علم المختبرات في تشخيص وكشف الأمراض الخطرة؟

٭ نحن وصلنا الى مرحلة انه لا يجوز لأي دكتور ان يشخص مرضا دون مختبر ودون أشعة.لا نستطيع ان نقول انه اجراء يضر المريض كثيرا فعندما نأخذ عينة بول، أو براز من مريض، ليس كمثل جراح يفتح جسم المريض، ويكشف عليه وأهميته ان هناك نوعا من التحاليل لكشف المرض منذ بدايته، وكذلك هناك أنواع من التحاليل نكتشف بها تطور المرض وهناك أنواع من التحاليل نكتشف بها ان المرض انتهى فأي مرض سواء كان التهابا أو سرطانا أو غيره له بداية ونهاية.

علم المختبرات الآن أصبح لديه القدرة على ان يكتشف الكثير من الأمراض الخطرة.

هناك إجراءات دورية، وفحص شامل ينصح به لفئة عمرية معينة في سن معينة، والرجال لهم فحوصات معينة في سن معينة، وكذلك الرجال والسيدات في فئة عمرية معينة، لهم فحوصات معينة، على أساس إجراء مسح شامل للمجتمع الذي نعيش فيه.

عندما نجري مسحا شاملا هناك احتمال ان يظهر شخص ايجابي وبسهولة يمكن اكتشافه فنجري له تحاليل تقودنا الى اتجاه تشخيص المرض.

حملات توعوية

ونجري حملة لمرض السكر أو حملة لسرطان الثدي وحملة لسرطان البروستاتا باختلاف الهدف من هذه الحملات، فننتقي شريحة معينة، رجالا أو سيدات أو أطفالا في سن معينة، شبابا أو شيوخا أو أطفالا، ونجري لهم تحليلا معينا فظهر لنا من هذه التحاليل ان هناك اثنين أو ثلاثة مثلا ايجابيان، ليس معنى ذلك ان لديهم المرض، ولكن هناك خللا ما لديهم يحتاج الى ان نزود الصعوبة أو درجة احترافية التحليل بحيث نعرف بالضبط اذا كان لديهم المرض أم لا.

هل هناك تحاليل معينة يمكن ان يجريها الشخص لمراقبة جسمه وللكشف المبكر عن السرطان؟

٭ نعم وفي البداية يجب ان يكون المريض مقتنعا بأن في جميع مراحل عمره له إجراءات كشف دوري عليه ان يجريها وذلك لأننا وجدنا ان هناك مرضا معينا يأتي في سن معينة في مرحلة معينة في نسبة معينة عند الناس.

تحاليل بعد الخمسين

فالرجال مثلا في سن الخمسين يصابون بسرطان البروستاتا، لذلك يجب على الرجال الذين تعدوا سن الخمسين إجراء تحليل معين وهو تحليل البروستاتا وهذا التحليل له رقم معين وله حيز معين ظهر من صفر مثلا الى 4، أرقام التحاليل مقسمة حسب حالة المريض.

فمثلا أجرينا مسحا لحوالي مائة رجل، فظهر اثنان منهم فوق رقم 4 وهذا الرقم هو الخط الذي أقيس عليه، والرقم الأقل لأناس عاديين ولا يعانون من مشكلة وقد أجروا الإجراء الوقائي في سن الخمسين وهناك شخصان تعدا الرقم 4، فهذان أحولهما الى طبيب الأشعة ليجري لهما سونارا معينا، ويأخذ عينة من البروستاتا فأشير الى زميل آخر ـ في نفس فريق معالجة المريض ـ بفحص الأشعة، وأخذ عينات تعود لي مرة أخرى وهي عينات عبارة عن البروستاتا نفسها.

هذه العينات أفحصها تحت المجهر لأرى اذا كانت هناك مشكلة نكون قد علمنا المرض منذ بدايته، وكذلك السيدات فكما يجري فحص الثدي الذي يرافقه نوع معين من دلالة الأورام نجري فحص الأشعة مع دلالات الأورام، فكما تزيد احتمالية اكتشاف المرض في البداية، لذلك تزيد احتمالية نفي المرض فالقدرة على نفي وجود الخطر أهم بكثير من اثبات وجوده.

اختبارات للسيدات والرجال

هل تنصحون بإجراء تحاليل معينة بشكل دوري كل سنة أو ستة أشهر مثلا للاطمئنان على الصحة العامة للفرد؟

٭ هناك أنواع من الاختبارات يجب ان تجرى للسيدات، وهناك اختبارات تجرى للرجال على البروستاتا في سن الخمسين على سبيل المثال، وهناك تحاليل دم واختبارات للسكر والكوليسترول كما ان هناك أمراضا موسمية بالنسبة للأطفال خصوصا مع حالات الاسهال وقت دخول الشتاء، وهناك التهابات فيروسية تفيد الدكتور في أن يعرفها.

وفي فصل الربيع هناك من يشتكي من حساسية معينة، فنحن هنا في المختبر نستطيع ان نعرف أي نوع من الحساسية يعاني منها الشخص سواء كانت حساسية من حبوب اللقاح أو حساسية من طعام أو شراب ربما تكون حساسية من ملمس معين من قماشة معينة، فنأخذ من المريض عينة ونسيرها أمام أجسام مضادة فنعرف اذا كان لديه حساسية من المكسرات أو نوع معين من الطعام أو الأسماك أو الأجبان أو الزيوت وهكذا، وهناك أمراض الأطفال العادية وهي التهابات بسبب تغيير المواسم والبرد.

متى يجب إجراء تحليل دهنيات الدم؟

٭ انصح بإجراء تحليل دهنيات الدم عند بداية سن الثلاثين، بحيث ان المريض يصوم لمدة اثنتي عشرة ساعة ويجري أربعة أنواع من التحاليل وهي الكوليسترول والدهون عالية الكثافة، والدهون منخـــفضة الكثــافة، والدهون الثلاثية وهناك أرقام معينة لدى الهيئة الأمريكية لأمراض القلب فإذا تعداها المريض لابد له من أخذ إجراءات غذائية أو إجراءات علاجية حسب ما يراه الطبيب.

هرمون النمو

هل هناك تحاليل تستدعي حقن المريض بمواد معينة وهل هي ضارة؟

٭ هناك أنواع معينة من الهرمونات كهرمون النمو يجب ان تجرى على مدى ساعات بمعنى اني لا أستطيع ان أحصل على عينة واحدة من هرمون النمو بالنسبة للأطفال وأعتبره رقم هرمون النمو عند الطفل لذلك نجري أنواعا من التحاليل عبارة عن تحاليل استفزازيةوهي اذا اردت قياس مستوى هرمون النمو للمريض يجب ان أجري له انخفاضا في مستوى السكر، ويتم ذلك عن طريق حالتين اما تناول انسولين، او تناول عقار معين، او اجعل المريض يقوم بعمل مجهود بدني قوي من خلال جعل المريض يصعد ويهبط اربعة ادوار مرتين، وبعد ذلك اسحب منه العينة لان هذا يحفز ظهور هرمون النمو لاستطيع قياسه بصورة صحيحة.

هل من السهل الحصول على الاعتماد من الكلية الاميركية للعلوم؟

٭ ما يجعل المختبر متميزا عن مختبر آخر، هو الجودة فالمختبر يعتبر مكانا مقفلا، كأنبوبة الاختبار فهي مقفلة ولا احد يعلم محتواها وكذلك المختبر.

أصول الجودة

فإذا لم يكن كل فرد فيه، ابتداء من المسؤول، او رئيس القسم الي العامل لا يراعى اصول الجودة في التعامل مع العينة وتسلمها، وطريقة تحليلها وكيفية خروج النتيجة سيحدث مشكلة اثناء هذه الخطوات فالجودة شيء غير محسوس ماديا، وكذلك الانسان او المكان الجيد يستطيع صنع مؤشرات تمكنه من قياس الجودة فالجودة مهمة جدا في الامن والحماية ولدينا انواع كثيرة من المحاليل والكيماويات التي نستعملها فمنها ما هو سام جدا ومنها أحماض وقلويات فيجب ان يكون في المختبر أنظمة أمنية لكيفية حفظ هذه المواد، وطرق التعامل معها، وما الذي يرتديه الفني وهو يتعامل معها.

فهناك نوع معين من القفازات، ويضع ماسك على عينيه، تجنبا للرذاذ الذي يمكن ان يأتيه من الكيماويات او التفاعلات، ويجب ان يتم ذلك في اطار مغلق وان يجلس الفني في مكان مغلق لتعامله مع بكتيريا او كيماويات معينة.

الكلية الاميركية لعلوم المختبرات تتميز بوجود مراجعة دورية كل عامين بطاقم مختلف تماما عن الذين فتشوا قبل ذلك، وهم بحدود سبعة او ثمانية اشخاص يفتشون على شخص واحد، بقائمة معينة من المعايير.

هل تفكرون في تطوير عمل المختبرات اكثر في مستشفى رويال حياة؟

٭ نحاول ان نوسع في قائمة المختبرات، وتنوعها وطرق عملها، هناك انواع من الاختبارات لا يوجد بها تطوير انما التطوير في كيفية انجازها بطريقة اسرع بمعنى اننا كل عامين نطور في اجهزتنا، فطورنا في البنية التحتية للمختبر وغيرنا اغلب الاجهزة وقد ساعدتنا الاجهزة التي احضرناها في اختصار الوقت الذي يحتاجه التحليل كالأحياء الدقيقة، فهناك مزارع تحتاج ثلاثة او اربعة ايام لتظهر النتيجة، لكن الآن في اطار تطوير الاجهزة، بحيث تظهر النتيجة بعد اربع ساعات، او بعد يوم واحد، وفي آخر العام نجري تقييما لأنفسنا، ونصدر تقريرا سنويا.

ما مشاريعكم المستقبلية؟

٭ نحاول نشر وعي الجودة في الكويت عموما بإجراء تدريب للكوادر فهناك مفهوم لدى الناس ان النتيجة تظهر وحدها دون مجهود قائم عليها فيجب ان تكون هناك معلومات اكثر عن دور المختبر في التشخيص، ويجب ان تكون هناك علاقة مباشرة بين المريض والمختبر.

مركز فحص الأشعة

نحاول ان نكون مركزا في علم فحص الانسجة فهناك مستشفيات ومختبرات خاصة، ترسل لنا عينات مهمة على اساس اننا المختبر المرجعي بالنسبة لهم خاصة في علم الانسجة، وهو المشروع الذي نطوره ان نكون مختبرا مرجعيا لمعظم المختبرات في الكويت التي لا توجد لديها الكيفية والتقنيات لاجراء هذا الاختيار فبإمكاننا توفيره لهم بسعر مناسب بحيث يعتمد على شريحة من المرضى.

تحليل معقد

هل هناك تحاليل معقدة لا يتم اجراؤها في مختبراتكم، وما هي؟

٭ لا يوجد ما يسمى بتحليل معقد فالتحليل او الاختبار عموما في جودته يحتاج مكان مؤسس بطريقة معينة وفني متدرب وجهاز تم التدريب عليه بإتقان، وثبتت صلاحيته لأداء الاختبار فلا توجد تحاليل معقدة انما هناك تعاون بين المختبرات، بحيث تكون لدينا شبكة نضمن بها ان هناك تبادلا للجودة ونقلا للمعلومات وتعاونا وتدريبات.