أخبار عاجلة

الإعلامى المصرى المستقيل من «تى آر تى» التركية: «أردوغان» مصاب بـ«عمى الألوان»

الإعلامى المصرى المستقيل من «تى آر تى» التركية: «أردوغان» مصاب بـ«عمى الألوان» الإعلامى المصرى المستقيل من «تى آر تى» التركية: «أردوغان» مصاب بـ«عمى الألوان»
نشأت الديهى: استقلت على الهواء من التليفزيون التركى المنحاز للإخوان لأوجه لهم رسالة بأننا كمصريين لا نُشترى بعقود عمل

كتب : محمد عبدالجليل السبت 31-08-2013 08:47

أكد الإعلامى المصرى نشأت الديهى، الذى تقدم باستقالته على الهواء مباشرة أول أمس، من قناة «تى آر تى» التركية، خلال برنامجه الأسبوعى «ميدان السياسة»، أن الاستقالة جاءت احتجاجاً على مواقف التركية برئاسة رجب طيب أردوغان من التغيير الذى شهدته فى 3 يوليو الماضى.

وقال «الديهى»، فى حوار لـ«الوطن»، إن علاقات الشعوب باقية، مشيراً إلى أن الشعب المصرى يحب الشعب التركى رغم تلك التصريحات التى أطلقها أردوغان، ورغم موقف تركيا السلبى تجاه ثورة 30 يونيو.

* متى قررت الاستقالة من القناة؟ وما أسبابك؟

- منذ بداية تصريحات أردوغان بشأن الأحداث فى مصر، بدأت أشعر أن استمرارى فى العمل بالقناة صار مستحيلاً، خاصة بعد أن سألت عدداً من المقربين منه، إذا ما كان هناك احتمال أن يتراجع عن تصريحاته أو يعتذر عنها، فأخبرونى أن ذلك مستحيل لأنه شخصية عنيدة ولا تلتفت لرأى أحد، خاصة أن أتراكاً كثيرين يقولون إن أردوغان يغرد بمفرده داخل الحكم، كما أنه لا يستجيب لكثير من الضغوط التى تمارس عليه لتصحيح مواقفه من مصر، وأخبرنى البعض أن هناك احتمالا أن يتحدث عبدالله جول ويعتذر للمصريين، لكن هذا لم يحدث، حتى جاءت تصريحات أردوغان الأخيرة بشأن شيخ الأزهر، يوم 22 الشهر الجارى، وحينها أدركت أنه لا تراجع عن الاستقالة، وأنه لا بد من اتخاذ موقف حاسم، وأن الانسحاب من العمل فى هذا التوقيت أمر حتمى حتى أشعر بالاحترام أمام نفسى وأمام أبنائى، خاصة أننى أرى أن ما فعلته لا يمثل شيئا بجوار أرواح الشهداء التى تقدم كل يوم فى سبيل الوطن.

* لماذا تأخرت الاستقالة أسبوعا كاملا؟ ولماذا قررت تقديمها على الهواء؟

- رأيت أنه من الأفضل تقديمها من خلال الشاشة على الهواء وفى عقر دارهم، كما يقال، حتى يكون ظاهراً لجميع المتابعين للقناة كم تغيير وتزييف الحقائق المتعمد من القائمين عليها، ولكى تكون هناك رسالة واضحة لهم بأننا كمصريين لا نشترى بعقود عمل، ولا نقبل تزييف الحقائق تحت ضغط الإغراءات المادية، وأردت التأكيد أن علاقة الشعوب ببعضها مستمرة وباقية ولا تتأثر بشطحات الحكام التى تزول بمرور الوقت، ولا يبقى سوى الود المتصل بين الشعبين المصرى والتركى، أما عن تأخر الاستقالة فذلك ليس صحيحاً حيث أن توقيتها مرهون بظهورى الأسبوعى فى برنامجى، ولم أكن أقدر على الظهور قبلها فى وسط الأسبوع.

* هل تعرضت لأى ضغوط تتعلق بمحتوى برنامجك فى الفترة الماضية؟

- حقيقة الأمر أننى لم أسمح طوال فترة عملى بالبرنامج بتدخل من أى نوع، سواء فى محتوى الحلقات أو فى ضيوف البرنامج، ولكن مؤخراً بدا هناك نوع من التدقيق من إدارة القناة فى ماهية الضيوف، لكن لم يحدث صدام مباشر أو اعتراض على المحتوى الذى كنت أحرص على تمثيل كل الأطراف فيه بكل حيادية وموضوعية، ولكن الأزمة أن البرنامج جزء صغير من ساعات البث للقناة، التى باتت مؤخراً بمثابة نشرة تعمل لحساب تنظيم «الإخوان» فى مصر بشكل ممنهج، وفى سبيلها لتحقيق ذلك لجأت إلى إظهار الإخوان على أنهم ضحايا يتعرضون لمجازر من قبل الأجهزة الأمنية، بجانب تغيير وتزييف الحقائق فيما يخص الشأن المصرى بعرض جميع الآراء فى اتجاه واحد، وهو اتجاه الإخوان دون إتاحة مساحة زمنية لعرض الرأى الآخر، مخالفة بذلك كافة المعايير المهنية والقواعد الأخلاقية المتعارف عليها فى نقل وتحليل الخبر، وللأسف كل ذلك يحدث من خلال طاقم عمل كبير من المصريين الذين أتمنى أن يتراجعوا عن موقفهم، وأن يدركوا أن استمرارهم فيها يمثل عارا عليهم.

* كيف كانت ردود الأفعال على استقالتك من إدارة القناة؟

- سادت حالة من الغضب والارتباك لدى العاملين بالقناة، وتلقيت اتصالا من مدير عام التليفزيون التركى محمد أوستورك الذى يتبع مكتب أردوغان مباشرة، وقال لى إنه كان ينبغى على أن أنتظر حتى نجلس ونتناقش، فقلت له إن سياسة القناة وموقفها واضحان لا يحتاجان لنقاش، وأخبرته أن أردوجان مصاب بعمى الألوان، وبات غير قادر على التمييز ليدرك أن الشعب المصرى وشيخ الأزهر خط أحمر، وأن أى حل لهذه الأزمة لن يتم سوى بخروج أردوغان من المشهد، فالمصريون كرهوا الأتراك بسبب سياسة القناة وتصريحات أردوغان غير المسئولة.

* ما محطتك القادمة فى الإعلام؟ وهل تلقيت عروضا من فضائيات مصرية؟

- فى الفترة المقبلة قررت أن أتفرغ بشكل كامل لإنجاز كتاب لى بعنوان «نحن قادرون»، أحلل فيه إمكانيات أبناء الشعب المصرى القادر على النهوض ببلده وبنائها من جديد والوصول بها إلى مصاف الدول المتقدمة، ولم أحدد بعد محطتى المقبلة فى الإعلام، وإن كانت هذه خطوة سابقة لأوانها.

DMC