أخبار عاجلة

8مايو 2002...وفاة الفنان أحمد مظهر فارس السينما الذي بكى على الهواء في أواخر عمره بسبب حديقة فيلته

اعداد محمد بشاري

في مثل هذا اليوم، الأربعاء 8 مايو عام 2002، كان هو وحده يصارع مرضه الذي توغل في جسده، يحاول أن يُروّضه مثلما عاش عمره كله في ترويض الخيول الجامحة ولكن سنوات عمره التي قاربت الـ85 عاما لم تُسعفه. بعد ثلاثة أيام قضاهم يحاول التشبث بالحياة في مستشفى الصفا بالقاهرة، استسلم أخيرا، ومات أحمد مظهر.

نشأته

ولد مظهر  في حي العباسية بالقاهرة، 8 أكتوبر عام 1917، لأسرة راقية تعود لأصول شركسية، وفي مرحلة الثانوية انتقل مع عائلته إلى محافظة الجيزة للالتحاق بمدرسة السعيدية الثانوية، حيث مارس هناك كل أنواع النشاط المدرسي، ولعب الملاكمة، وأصبح بطل المدرسة، ثم بطل المنطقة، حتى أصبح يمثل هذه الشريحة العمرية في وزنه، وحصل على البكالوريا بسهولة كبيرة، خاصة أنه كان قارئًا جيدًا، ثم قرر دخول مدرسة التجارة، لكن الأمر لم يرق له، ثم التحق بكلية الطب البيطري، ولم يشعر براحة في هذه الكلية، حتى نصحه أحد جيرانه بالالتحاق بالكلية الحربية.

طالب الحربية

مظهر وجد ضالته في الكلية الحربية عندما التحق بها 1936، حيث بدأت مرحلة مهمة في حياته، وتخرج فيها عام 1938، وتضمنت دفعته الرئيسين جمال عبد الناصر وأنور السادات، وحسين الشافعي وعبد الحكيم عامر وثروت عكاشة وخالد محيي الدين، وهي المجموعة التي شكّلت تاريخ الحديث عن طريق تنظيم "الضباط الأحرار.

بداية المشوار الفني

علاقته بالفن بدأت بعد تعرفه على الممثل والمؤلف والمخرج زكي طليمات، الذي قدّمه للجمهور المصري في عام 1948 من خلال مسرحية "الوطن"، وكانت علاقته جيدة بالأديب يوسف السباعي، والذي عرض عليه المشاركة في فيلم "ظهور الإسلام" عام 1951، حيث ظهر في الفيلم على سبيل المغامرة واستغلالًا لمهارته في الفروسية، إلا أنه بعد انتهاء الفيلم ابتعد 5 سنوات عن مجال الفن والتزم في مهام وظيفته العسكرية.

بعد ذلك بعدة أعوام، طالبه السباعي بالاشتراك معه في فيلم "رُد قلبي" تمجيدًا في ثورة يوليو، وبناءً على طلب من الدولة، وراقت له فكرة الفيلم، وقدّم طلبًا للمشير عبد الحكيم عامر الذي رفض فكرة تحول مظهر إلى الحياة المدنية، حيث يعتبر ذلك نوعًا من أنواع الاستخفاف بالبدلة العسكرية، وتم إعلان تقاعد مظهر من منصبه برتبة عقيد، واتجه إلى الحياة المدنية.

الرياح أتت بما لا تشتهي السفن، حيث اندلعت حرب 1956، وتم تأجيل الفيلم، إلا أن مظهر عاد بفيلم "بورسعيد"، 1957، وانطلق سينمائيًا نفس العام من خلال أخرى، منها "طريق الأمل، رحلة غرامية، الطريق المسدود"، ولاقى نجاحًا بشكل لافت للنظر من الجمهور والنقاد، وكان حينها بعمر الـ40، وبدأ بالأدوار السوداء مرورًا بالرمادية وانتهاءً بالأدوار البيضاء.

بكائه على الهواء بسبب حديقة فيلته

في موقف صعب انهمرت دموع الفنان الراحل أحمد مظهر في أواخر عمره أمام كاميرا برنامج الإعلامي مفيد فوزي، بعد التحدث عن حديقة فيلته المجاورة لطريق المحور والتي تحتوي على أشجار ونباتات نادرة، وأنها على وشك دهسها بـ "بلدوزر" وزارة الإسكان تمهيدًا لإنشاء المحور الذي يمر من حديقة فيلته.

كانت حديقة أحمد مظهر هي كل حياته بعد كبره في السن، وبقائه في الفيلا لساعات وأيام طويلة، يرعى النباتات ويزرع الزهور النادر وجودها في العالم، لذلك زفرت دموعه.

الموجز